للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كريمًا. تُوفي معاويةُ، فقدمَ عليه رسولُ يزيدَ بأخذِ البيعةِ على الحسينِ، وابنِ الزُّبير، فأرسلَ إليهما سِرًّا، فقالا: نُصبحُ ويجتمعُ النَّاسُ، فقالَ له مروانُ: إنْ خرجَا مِن عندِكَ لم ترَهما، فنافرَه ابنُ الزُّبيرِ، وتغالظا، حتى تواثبَا، وقامَ الوليدُ يحجزُ بينَهما، فأخذَ ابنُ الزُّبيرِ بيدِ الحسينِ، وقالَ: امضِ بنا، وخرجا وتمثَّلَ ابنُ الزُّبيرِ (١):

لا تحسبَّنِّي يا مسافرُ شحمةً … تعجَّلَها مِن جانبِ القِدرِ جائعُ

فأقبلَ مروانُ على الوليدِ يلومُه، فقالَ: إنِّي أعلمُ ما تريدُ، ما كنتُ لأسفكَ دمائهما، ولا لأقطِّعَ أرحامَهُمَا، وقالَ المدائنيُّ عن خالدِ بنِ يزيدِ ابنِ بشرٍ، عن أبيهِ وعبد الله بنِ نِجادٍ، وغيرِهما: إنَّه لمَّا ماتَ معاويةُ بنُ يزيدَ ابنِ معاويةَ أرادوا الوليد على الخلافةِ، فأبى، وماتَ تلكَ اللَّيالي، وكذا قالَ يعقوبُ الفسويُّ: أرادَه أهلُ الشَّامِ على الخلافةِ، فطُعِنَ، فماتَ بعدَ معاويةَ، بل قالَ بعضُهم ممَّا لا يصحُّ: إنَّه قُدِّمَ للصَّلاةِ طى معاويةَ، فأصابَه الطَّاعونُ وهو في صلاتِه عليه، فلم يُرفعْ إلا وهو ميتٌ، ويقالُ: إنَّه الذي صلَّى على أبي هريرةَ، كما سيجيء فيه، وجزمَ الذَّهبيُّ في "العبرِ" (٢) بوفاتِه سنةَ أربعٍ وستين مطعونًا، وقالَ: كانَ جوادًا ممدَّحًا، ديِّنًا.

[ ....... ] الوليدُ بنُ عثمانَ

في: ابنِ أبي الوليدِ (٤٥٠٠).


(١) البيت مع القصة في "نسب قريش"، لمصعب، ص: ١٣٣، و"تاريخ الإسلام" ٥/ ٢٦٧.
(٢) "العبر في خبر من غبر" ١/ ٥٣.