للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المُشِيرِيِّ، الفاضِليِّ، الكامليِّ، الأوحَدِيِّ، الأمْجَدِيِّ، حَبِيبِ العلماءِ والصالحينَ، ونَسِيبِ الأَجِلَّاءِ المُعْتَمَدِينَ، الفائِقِ بِتَدَبُّرِهِ وتَعَقُّلِهِ، والرائِقِ بِتَوَدُّدِهِ وتَوَسُّلِهِ، مَنْ نُدِبَ في الأيّامِ الأَشْرَفِيَّةِ لخِدْمَةِ الحرمين، وانتَصَبَ لِما تَقَرُّ به من أَحِبَّائِه العَيْنُ.

ومع عَقْلِه فلم يَعْدَم مَنْ يُفْسِدُ عليه مالًا كبيرًا بحُجَّةِ الكِيمْيَا، وصارَ مَقْصودًا منهم بذلك، ولم يَحْصل منه على طائِلٍ، ولما حَجَّ السُّلْطانُ أَنْعَمَ عليه بمئتيْ دينارٍ وإقْطاعٍ، ومع ذلك فهو مُتَوَسِّطٌ في مَعيشَتِه، مائِلٌ إلى التَّقَنُّعِ وعَدَمِ الهَرَجِ مع الخِبْرَةِ، واستَمَرَّ على طريقَتِه حتَّى مات في ليلةِ الخميسِ سادسِ جُمادى الثانية سَنَةَ اثنتينِ وتِسْع مئة، وكَثُرَ الأَسَفُ عليه والثناءُ، وخَلَّفَ وَلَدًا، باذل صرد (١)، وعُمْرُه نحوَ ثمانية عشرة سَنَةً، وابنةً، رحمه الله وعفا عنه.

١٥٧٠ - سُنَين، بالتصغير، أبو جَمِيلَةَ، السّلميُّ، ويقال: الضَّمْرِيُّ (٢).

قيل: اسم أبيه واقِدٌ. حكاه ابنُ حِبَّانَ (٣). وقيل: فرقد.

ورَوَى البخاريُّ (٤) من طريقِ الزُّهْرِيِّ عن أبي جَميلَةَ أنّه حَجَّ مع النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.

وفي "صَحيحِ البخاريّ" (٥) تَعْلِيقًا أنَّه شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ، وذَكَرَ قِصَّتَه مع عُمَرَ في


(١) الصُّرد: الخالصُ من كل شيء. "القاموس": صرد.
(٢) "المؤتلف والمختلف"، للدارقطني ٣/ ١٢٥٩، و"الإكمال" ٢/ ٣٧٧٧، و "توضيح المشتبه" ٢/ ١٦١.
(٣) "الثقات" ٣/ ١٧٨.
(٤) كتاب المغازي، باب: من شهد الفتح، ٤/ ١٥٦٤.
(٥) الموضع السابق.