للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكأنَّهُ لَقبُ واحدٍ مِن آبائِهِ. قَالَ ابنُ فرحونٍ: إنَّهُ كَانَ من أبناءِ المُجاوِرِينَ ورؤساءِ النَّاسِ وصدورِ الفُقهاءِ، وهُوَ الفقيهُ الإمَامُ العَلَّامَةُ، كَانَ فقيهًا رئيسًا محصِّلًا لعلومٍ شتَّى، رحلَ إلى العراقِ فتَفَقَّهَ بها عَلَى مذهبِ الإمامِ الشّافعيِّ رحمهُ اللهُ وأَدرَكَ بِهَا أئمَّةً فأخذَ عنهم وانتفعَ بهم، واقتنى كُتُبًا جليلةً في كُلِّ عِلمٍ، وكَسَبَ مالًا ونَخِيلًا ودُورًا وكَانَ ذَا عِيالٍ كثرِةٍ ونَفَقَةٍ مُتَّسِعَةٍ فأَفنى جُلَّ ماِلهِ في حياتِهِ، وباعَ أكثرَ كُتُبِهِ في المدينةِ وبعثَ كثيرًا منها إلى الشَّامِ فبِيعَ بها. وكَانَ بينَهُ وبَينَ أخيهِ مِنَ التَّبَاغُضِ مَا لم يتَّفقْ لغيرِهِمَا، ومَاتَ هَذَا قبلُ في سنةِ إحدى وأربعينَ وسبعِ مئةٍ، وخلَّفَ ذُكُورًا وإنَاثًا منهم جمالٌ المَاضِي (٧٣٦). وذَكَرَهُ ابنُ صَالحٍ فَقَالَ: الفقيهُ شقيقُ يَعْقُوبَ، كَانَ يُحِبُّ الكُتُبَ ويَجْمَعُهَا.

[٤٦٨٤] يُوسُفُ بنُ الحسنِ بنِ محمَّدِ بنِ محمود بنِ الحسنِ، الإمامُ عِزُّ الدِّينِ أبو المظفرِ وأبو محمَّدٍ وأبو يَعْقُوبَ ابنِ الشمسِ أبي عَليِّ بنِ الجمالِ الأنصاريُّ، الخزرَجِيُّ، المدنيُّ، الحنفيُّ، ويُعرفُ بالزَّرَنْدِيِّ (١)

وُلِدَ في سنةِ ستٍّ وخمسينَ وستِّ مِئَةٍ، سمعَ ببغدادَ من عبدِ الصَّمَدِ ابنِ أبي الحسنِ، والرشيدِ بنِ أبي القَاسِمِ، وبِمَكَّةَ من أبي شرفٍ يُوسفَ بنِ إسحاقَ بنِ أبي بكرٍ الطبريِّ، وأبي اليُمنِ ابنِ عَسَاكِرَ، وبالقاهرةِ مِنَ الدّمياطيِّ وحَدَّثَ، سمعَ منهُ البِرزاليُّ بالمدينةِ وأقَامَ ببغدادَ مرةً، وسكنَ مَكّةَ والمدينةَ واستوطَنَهَا، وكَانَ إمامًا فَاضِلًا مَلِيحَ الشَّكلِ، لَهُ حَظٌّ مِنَ


(١) "الدرر الكامنة" ٤/ ٤٥٢.