للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بينهُ وبينَ العفِيفِ اليافعيِّ سياحاتٌ في ظاهرِ المدينةِ، ويُحكى أنهُ اتَّفقَ لهُ معهُ فِيها كَراماتٌ.

وذكرهُ المجدُ، فقالَ (١): المجذُوب المسلوبُ (٢)، المعدُودُ من أربابِ القُلوب، وأصحابِ الأممِ المغلوبِ، والأولياءِ الربَّانِيينَ، والكبراءِ الحقَّانِيِّين، ولا يجالَسُ إلَّا في الصَّحارِي، ولا يَستأنسُ إلَّا في البرارِي، ولا يجرِي ماءُ طَمَّائه (٣) إلَّا في أَلطفِ المجارِي، كان يَخرجُ من المدِينةِ فيغِيبُ نهارَهُ، ويجربُ لونُهُ وحرارُهُ، وينسَقُ نهارَهُ وعرارَهُ، يهربُ عن الاختلاطِ بالأناسِ، ويعزبُ عن آفاق ذوي النفاقِ إلى مستقرِّ عرشِ الاستئناسِ، لا يَخبُرُ بالنَّهارِ أحدٌ شأنه، ولا يعرف ولو جهدَ الجاهدُ مكانَه. وكان يقول: قد جعلَ اللهُ في الخلطةِ استيحاشِي، وثبتَ للتوحُّدِ والتَّفردِ والعزلةِ والتَّجرُّدِ قَلبي وجاهِي. وكان رحمهُ اللهُ مِن بيت الملكِ ومن ذريَّةِ النَّجاشيِّ.

٢٤١٣ - عبدُ الرَّحمنِ القُسنطينيُّ، الكالدينيُّ.

ابنُ عمِّ يحيى بنِ موسى الآتي (٤). قالَ ابنُ صالح: كانَ من أهلِ الصَّلاحِ والتَّربيةِ، يُربِّي ويرشدُ، ولهُ أتباعٌ وأصحابٌ يجتمعونَ على الذِّكرِ والأورادِ غدوةً


(١) ليس في "المغانم".
(٢) المجذوب والمسلوب في مصطلح غلاة الصوفية: مَنْ فَقَدَ الإحساس بما حوله جزئيًا أو كليًا، بل ربما وصل إلى درجة الجنون، وهذا من الولاية بزعمهم، كما يذكرون أحوالًا للمجاذيب من التعرّي وغير ذلك مما يبرأ الإسلام منه، والعزلة لا تحمد مطلقا كما أسلفنا قريبًا.
(٣) الطَّمُّ: البحر. "لسان العرب": طمم.
(٤) ترجمة يحيى في القسم المفقود من الكتاب.