لبِنَاتٍ، وكنتُ ممن وقفَ على ذلك مع الجمالِ المطريِّ القاضي لما شاعَ في المدينةِ خبرُهُ؛ وقيل: أصبحَ قبرُ ابنِ هَيْلانَ خَالِيًا منهُ، ليسَ فيه تُرابٌ ولا عليهِ أثرُ نبشٍ غيرَ لَبِنِ اللَّحدِ مَصفُوفًا على حَالِهِ، فأمرَ القاضي أبا قميصٍ الحفارَ بأن ينزلَ ويَجُسَّ اللَّحدَ فهابَ، ثم دخلَ بعد العزيمةِ عليهِ، فنظرَ وفتَّشَ، فلم يجدْ شيئًا، فأدخلَ عمودًا كان بيدهِ وجسَّ بهِ القبر ذاهبًا وخارجًا، فلم يجد شيئًا ألبتَّةَ، ونزلَ غيرُهُ، وفعلَ كفعلهِ، فلم يجدْ أيضًا شيئًا، وكان ذلك آيةً من آياتِ الله، وصارَ النَّاسُ يأتونَ من المدينةِ أرسالًا أرسالًا يرونَ ذلكَ، إلى أن اشتهرَ أمرهُ، فأمرَ يُوسُفُ الرُّوميُّ الوزيرُ يومئذٍ بتغطيةِ القبرِ وتسويتهِ فَرُدِمَ. نسألُ الله حُسنَ الخاتمةِ، انتهى.
وكذا سيأتي في رَجُلٍ صالحٍ (٥١٣٤) من المبهماتِ نحوَ هذه الحكايةِ، وبالعكسِ منهما في نقلِ بعضِ أهلِ الخيرِ إلى البقيعِ ما حكيناهُ عن منامٍ في العزِّ يُوسُفَ الزَّرنديِّ (٤٦٨٤).
[ .... ] ابنُ وهبانَ
مُحمدُ بنُ عَليِّ بنِ سُليمانَ بنِ وهبانَ (٣٧٤٩)، وابنُهُ مُحمَّدٌ حَيٌّ، وقد سبق سُليمانُ بنُ وهبانَ (١٥٣١)، ونُسِبَ: السّوارقيُّ المدنيُّ.