للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بباءٍ موحَّدة، وعينٍ ودالٍ مُهملتين، وألفٍ ونونٍ: بلدةٌ من مِخْلاف (١) جعفرٍ باليمنِ، الشافعيُّ، نزيلُ الحرمينِ، عرضَ عليه الحسينُ حفيدُ الزَّين المراغيِّ في سنةِ تسعٍ وثمان مئةٍ، وذكرَه الفاسيُّ (٢) في "تاريخه"، وقالَ. كان خيِّرًا، صالحًا، مُؤثِرًا، منوَّرَ الوجه، كثيرَ العبادة، له إلمامٌ بالفقه والتصوُّفِ، وجاورَ بالحرمينِ نحوَ ثلاثينَ سنةً على طريقةٍ حسنةٍ من العبادَةِ، وسماعِ الحديث والاشتغالِ بالعلم، وكانَ قدمَ إلى مكَّة في عشر السبعينِ وسبعِ مئةٍ، وأقامَ بها إلى سنةِ تسعٍ وثمانين، أو بعدَها بقليلٍ، إلا أنه كانَ يترَدَّدُ إلى المدينةِ، ثمَّ انتقلَ إليها في هذا التاريخِ، وصارَ يتردَّدُ إلى مكَّةَ، وتَمَشْيَخَ على الفقراءِ برباطِ دُكَّالةَ بالمدينة، وعمَّره من مالٍ سعى فيه عندَ بعضِ أرباب الدُّنيا، وبها تُوُفِّي في العشرِ الأخيرِ مِن ذي الحجةِ سنةَ عشرٍ وثمان مئةٍ، ودُفِنَ بالبقيعِ، وهو في عشرِ السبعين، وكانَ من وجوهِ أهلِ بلدِه بعدانَ أصحابِ الشَّوكةِ بها.

٣٦٣٣ - محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ زيدِ بن عبدِ ربِّه الأنصاريُّ، الخَزرجيُّ، المدَنيُّ (٣).

والدُ عبدِ الله. ذكرَه مسلَمٌ (٤) في ثالثة تابعي المدنيين. عن: أبيه، وأبي مسعودٍ الأنصاريِّ، وعنَه: ابنُهُ، وأبو سلمةَ بنُ عبد الرَّحمنِ، ومحمَّدُ بنُ إبراهيمَ التيميُّ،


(١) قالَ الصاغانيُّ: المِخلاف لأهل اليمن، واحد المخاليف، وهي كُوَرُها، ولكلِّ مخِلافٍ منها اسمٌ يعرف به، كمِخلاف أَبْيَن، ومخِلاف لَحْج. وذكر بقيتها. "العباب الزاخر": خلف.
(٢) "العقد الثمين" ٢/ ٥٢.
(٣) "الطبقات الكبرى" ٥/ ٢٧٠، و "الجمع بين رجال الصحيحين" ٢/ ٤٦٧.
(٤) "الطبقات" ١/ ٢٤٠ (٧٤٤).