للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرفيعةُ والموائدُ الفاخرةُ، فلمَّا طالَ مقامُهُ وأبطأت عداتُهُ تكعكَعَ (١) النَّاسُ عليه قليلًا فلمَّا أحس بذلكَ سافرَ إلى العراقِ فلم نطَّلعْ بعد على خبرِهِ، قالهُ ابنُ فَرحون (٢).

[٥١٣٣] رجلٌ من أصحابِ إبْرَاهيمَ بنِ أدهمَ (٣)

روى الفخرُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ الفارسيُّ في بعضِ تصانيفِهِ بسندِهِ إلى عُمرَ بنِ عيسى حدثني أبي قالَ: خرجتُ مَعَ إبراهيمَ بنِ أدهمَ إلى مكةَ، وكان إبراهيمُ إذَا قصدهَا عرَّجَ عن الطريقِ المألوفِ، وكُنَّا أربعةً فسرنَا حتى أتينا المدينةَ فاكترينا بيتًا ونزلنا فيهِ، فقرر معنا إبراهيمُ أن خدمةَ البيتِ وما يصلحنَا لمعاشِنَا وإفطارِنَا وحوائِجِنَا كُلَّ يومٍ على واحدٍ منَّا ويذهبُ الثلاثةُ إلى المسجدِ وينتشرون في أشغالهِم، فإنَّا يومًا لَجَلُوسٌ في البيتِ إذ أقبلَ رجلٌ آدَمُ عليهِ قميصٌ جديدٌ وفي رجلِهِ خُفٌّ وعليهِ عمامةٌ، ومعهُ مِزودٌ يحملهُ فدخلَ علينَا فسلَّمَ وقالَ: أين إبراهيمُ بنُ أدهمَ؟، فقلنا: هَذَا منزِلُهُ وقد ذهبَ في حاجةٍ، قال: فمضى ولم يُكَلِّمْنَا، قالَ: فلم يلبثْ أن جاءَ إبراهيمُ والرَّجُلُ معهُ والمزودُ على عاتِقِهِ، قال: فبقي معنا في البيتِ أيامًا فإذا حضرَ الغداءُ أو العشاءُ تنحى عنَّا وخلا بمزودِهِ فتناولَ منهُ، قالَ: وإبراهيمُ لا يدعوه ولا يعارِضُهُ، فلمَّا كانَ بعدَ أيامٍ قالَ لإبراهيمَ: إني أريدُ


(١) أي تراجع. "الصحاح" للجوهري ٤/ ٤١٢ (كعع).
(٢) "نصيحة المشاور" (ص: ٥٤).
(٣) ذكر هذه القصة أبو نعيم في "الحلية" ٧/ ٣٩٤.