للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[[٤٠٨٤] مختار بن عبد الله ظهير الدين الأشرفي]

شيخُ الخُدَّامِ بالمدينةِ النبويَّةِ، قرَّرَهُ فيها النَّاصِرُ محمَّدُ بنُ قلاوون حين حَجَّتِهِ الثَّانِيَةِ سنةَ تسعَ عشرةَ وسبعِ مئةٍ بعد عزلِ سعدِ الدينِ الزاهِرِيِّ، فكانت له هَيبَةٌ وصَولَةٌ مع ذَمامَةٍ بالنِّسبَةِ لمن قبلَه، وقامَ بالمشيَخَةِ أحسنَ قيامٍ، وهابَه الشُّرَفاءُ والأُمرَاءُ بحيثُ استخلَصَ من أيديهِم أوقافًا وأملاكًا كانوا هم وآباؤُهم فيها كالمارَستانِ (١)، والفُرنِ المقابِلِ له والحَوشِ الذي بإزائِه وغيرِ ذلك، وعَزَّ به المجاوِرُون والخُدَّامُ وضيَّقَ على الأُمَراءِ وعطَّلَ عليهم معرِفَةَ الأخبارِ لكونِه أقسَمَ بتهديدِ مَن طلع القلعةَ لتقصيرِهم، وكان يجلِسُ قريبًا من الأسباعِ ومن رآه غابَ عن وظيفَتِه أخذ منه قِسطَ ذلك اليومِ في حينِه، فانضبطت الوظائِفُ بذلك وعمِرَت الأوقافُ في أيّامِه. قاله ابنُ فرحونٍ (٢)، قال: وكان لي منه نصيبٌ وافرٌ، ولما تُوُفِّي والدي في أيّامِهِ حَفِظَ علينا وظائِفَهُ ورفَقَ بإخوَتِي، فلما حَجَّ أَرَغُونُ النَّائِبُ شكا إليه الشُّرفاءُ والأُمراءُ ما يلقَوه منه من الشِّدَّةِ فكأنه تكلَّم عليه بِحَضرَتِهم كلامًا غَضَّ من سَورَته ورَدَّهُ عن شِدَّتِه، ولكنَّه لم يمكُث كذلك إلا قليلًا، ومات في سنةِ ثلاثٍ وعشرين وسبعِ مِئَةٍ، وخَلَفَهُ في المشيخةِ عطاءُ الله، وتَبعَهُ المجدُ (٣) ولكنِّي لم أَرَهُ الآنَ في نسخةٍ منه، وكذا تَبِعَهُ شيخُنا في "درره" (٤)،


(١) هو بيت المرضى أو المستشفى، وهو فارسي معرَّب "تاج العروس" مرن.
(٢) "نصيحة المشاور" ص: ٤٤.
(٣) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٢٧ - ١٢٢٨.
(٤) "الدرر الكامنة" ٤/ ٣٤٥.