للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تراه إلا مشتغلًا بنفسِه، إذا جلسَ إلى الشَّيخِ أمرَ بمعروفٍ، ونهى عن منكرٍ، وله رأي صائمب، وحسناتٌ خَفِيَّات، وهو مُعتِقُ مفيدٍ (١) الآتي، ماتَ سنةَ تسعَ عشرةَ وسبعِ مئةٍ. ذكوَه ابنُ فَرحونٍ (٢).

وقد سمعَ على الجمالِ المطريِّ، وكافورٍ المظفَّريِّ (٣) في سنةِ ثلاثَ عشرةَ وسبعِ مئةٍ "تاريخَ المدينة" لابن النجار.

وذكرَه المجدُ، فقال (٤): كانَ مِن رؤساء الخُدَّام، وكُبرائِهم الأعلام، مبادرًا عند اللِّقاءِ إلى السَّلام، محُاذرًا ما لا يعني مِن الكلام، وإذا جلس إلى الشَّيخِ أمرَ بالمعروف ونهى عن المنكرِ على الدَّوام، وقامَ في ذلكَ على الشَّيخِ أشدَّ القيام، ويغتنمُ الشَّيخُ موافقتَه فيما يقولُه غايةَ الاغتنام، وكانَ ذا رأيٍ صائب، وفِكرٍ ثاقب، وجملةٍ صالحةٍ من المفاخرِ والمناقب، له كثيرُ حسناتٍ اجتهدَ في إخفائها حتَّى خفي، وحُفِظَ مِن شرِّ الرِّياءِ والسُّمعةِ فيها وكُفِي، ثمَّ أرادَ اللهُ إظهارَ ذلكَ فظهرَ بعدَ أن توفي، وغرسَ في الحرَمِ غرسًا صالحا، وأعتقَ خادمًا دَيِّنَا فالحًا، وكانَ لقبُه أمينا كاسمه مفيدا.

١٧١٠ - صوابٌ، الشَّمسُ اللَّمطيُّ.


(١) ترجمته في القسم المفقود من الكتاب.
(٢) "نصيحة المشاور" ٥٤.
(٣) في النسخة: القصري، والتصويب من "نصيحة المشاور" ٤٢.
(٤) "المغانم" ٣/ ١٢٢١.