للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفَدَ على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وشهِدَ فتحَ مكَّةَ، وحُنَينًا، والطَّائف، وهو مِن المؤلَّفةِ، وقد حَسُنَ إسلامُه، وأبصرَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقبِّلُ الحسنَ، فقال: إنَّ لي عَشَرَةً من الولد ما قَبَّلْتُ منهم أحدًا، فقال النَّبيُّ (١) - صلى الله عليه وسلم -: "مَن لا يَرْحَم لا يُرْحَم". ولمَّا قَدِمَ وفدُ بني العَنْبَر، كلَّم النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في السَّبي، وكانَ بالمدينةِ قبلَ قدومِه، فنازعَه عُيينةُ بنُ حِصنٍ، بحيثُ قالَ الفرزدقُ (٢) يفخَرُ بعمِّه الأقرعِ:

وعِندَ رَسولِ اللّهِ قامَ ابنُ حابسٍ … بخُطَّةِ أُسْوَارٍ إلى المجدِ حازمِ

له أطلقَ الأَسرى التي في قيودِها … مُغلَّلةً أعناقُها في الشَّكائمِ (٣)

وشهِدَ عِدَّةَ فتوحاتٍ، بل استعملَه عبدُ اللّه بنُ عامرٍ على جيشٍ سَيَّرَهُ إلى خراسانَ، فأُصيب بالجُوزجانِ هو والجيشُ، وذلكَ في زمنِ عثمانَ.

وبخط الرَّضِيِّ الشَّاطبِيِّ (٤) أَنَّه قُتِلَ باليَرموك في عشرةٍ مِن بنيه، وكان شريفًا في الجاهلية والإسلامِ.

٤٩٢ - أقْرعُ، مؤذِّنُ عمرَ بنِ الخطَّابِ (٥).


(١) أخرجه البخاري في الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (٥٩٩٧)، ومسلم في الفضائل، باب رحمته - صلى الله عليه وسلم - الصبيان والعيال ٤/ ١٨٠٨ (٢٣١٨).
(٢) "ديوان الفرزدق" ص: ٦٢٢ طبع دار الكتب العلمية، و"سيرة ابن هشام" ٤/ ٢٦٨.
(٣) الأُسوار: قائد الفُرس، والجيِّد الرَّمي بالسهام. "القاموس": سور، الشَّكائم: الحديد الذي يُربط به الأسير. "القاموس": شكم.
(٤) محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ يوسفَ، إمامُ عصره في اللغة، روى عنه أبو حيان، ولد ٦٠١ هـ ومات سنة ٦٨٤ هـ "العبر" ٥/ ٣٥١، و"بغية الوعاة" ١/ ١٩٤.
(٥) "تهذيب الكمال" ٣/ ٣٢٧.