للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٩٥٨ - عمرُو بنُ الزُّبير بنِ العوَّامِ بنِ خويلدِ بنِ أسدِ بنِ عبدِ العزَّى بنِ قصُيِّ بنِ كلابٍ، القُرشيُّ، الأسديُّ (١).

وأمُّهُ أمُّ خالدِ ابنةُ خالدِ بنِ سعيدِ بنِ العاصِ الأمويَّةُ، وهو أخو عبدِ الله.

سمع أباهُ، وأخاهُ، ولا نعلمُ له روايةً، وله وِفادةٌ على معاويةَ وابنِهِ.

وكانت بينه وبين أخيه خصومةٌ، بحيثُ إنَّ يزيدَ لما كتب إلى عمرِو بنِ سعيدٍ أنْ يوجِّه إلى أخيه جُندًا، سأل: مَن أعدى النَّاس له؟ فقيل: أخوه هذا، فولَّاه شرطةَ المدينةِ، فضربَ ناسًا مِن قريش والأنصارٍ بالسِّياط، وقالَ: هؤلاء شيعتُهُ، يعني أخاه.

ثمَّ توجَّهَ في ألفٍ مِن أهلِ الشَّامِ إلى قِتالِه، ونزل بذي طُوى (٢)، فأتاه النَّاسُ يسلِّمُون عليه، فقالَ: جئتُ لأنْ يعطيَ أخي الطَّاعةَ ليزيدَ، ويَبَرَّ قسَمَهُ، فإنْ أبى قاتلتُهُ، في قصَّةٍ طويلةٍ، فيها: أنَّ عبد الله اقتَصَّ منه مِن بعضِ مَنْ آذاهُ بالمدينة، وكانَ ممَّن جلدَه مئةً مصعبُ بنِ عبد الرَّحمن، فأمرَ به عبدُ الله فاقتَصَّ منه، فكانَ سببَ موته، وطُرِحَ في شِعبِ الخَيْفِ، وهو الموضع الذي صُلِبَ فيه عبدُ الله بعدُ.

ولما ولَّى يزيدُ بنُ معاويةَ المدينةَ عمرَو بنَ سعيدٍ الأَشْدَقَ، استعمل عمرًا هذا على شُرطَتِهِ، لكونه مبغَّضًا في أخي نفسه عبدِ الله؛ فأرسلَ عمرٌو إلى نفرٍ مِن أهلِ


(١) "نسب قريش" ص ٢٣٦، و"طبقات ابن سعد" ٥/ ١٨٥، و"العقد الثمين" ٦/ ٣٧٨.
(٢) ذُو طُوًى: وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ مَكَّةَ، يَسِيلُ فِي سُفُوحِ جَبَلِ أَذَاخِرَ وَالْحَجُونِ مِنْ الْغَرْبِ، يَصُب فِي المُسْفَلَةِ. "معجم المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية" ص ١٨٩.