للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومحمودِ بنِ خليفةَ، وحَفِظَ كُتُبًا، وكانتْ فيه نَبَاهَةٌ مع فِطْنَةٍ وذكاءٍ، ولكنَّه لم يَعْتَنِ بالعلم، ودخلَ فيما لا يَعنيهِ، وتردَّدَ إلى القاهرةِ مرارًا، وذكر بالمُروَّةِ، والهِمَّةِ، والعصبيَّةِ لمن يعرِفُهُ بحيثُ كان يقومُ دائمًا في السَّعيِ لجمَّازٍ، أميرِ المدينة على ابنِ عمِّه ثابتٍ، فاتَّفَقَ أنه قَدِمَ المدينةَ على عادَتِهِ، وأقامَ بها مُدَّةً، ئُمَّ توجَّهَ منها يريد القاهرةَ، فبعثَ إليه ثابتٌ جماعةً فاعترضوه، وقتلوه في أوائلِ سَنَةِ خمسٍ وثمانِ مِئَةٍ، ذكرَه المقريزيُّ في "عقوده" (١)، ولكن في "تاريخ الفاسي" (٢): أنه قُتِلَ في أوائلِ سنةِ خمسٍ وتسعينَ وسبعِ مِئَةٍ بظاهرِ المدينةِ النبويَّةِ، وَهُوَ متوجِّهٌ منها إلى مصرَ، وكأنَّه سقط من نسخَةِ "العقودِ" لفظُ: وتسعينَ.

قالَ الفاسيُّ: وبَلَغَنِي أنه عُذِّبَ عذابًا عظيمًا، قُطِعَ لسانه، ثمَّ قطعت آرابُهُ، ثمَّ أُزْهِقَتْ روحُهُ، قالَ: وكانَ قد سكنَ المدينة في صباهُ سنينَ كثيرةً مع أبيه، ودخلَ مصرَ والشَّامَ غيرَ مَرَّةٍ، وحصلتْ له بها شُهرةٌ.

٣٧٧٤ - محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ إسماعيلَ، أبو الفتحِ القاهريُّ، الأزهريُّ، الشَّافعيُّ، نزيل طيبة، ويعرف بأبي الفتح ابن إسماعيل، وهو بكنيته أشهر، وربما قيل له: ابن الرَّيِّسِ لكون أبيه كانَ رئيسَ الوقَّادين بالأزهر (٣).

وُلِدَ بُعيدَ العشرين وثمانِ مئة بالقاهرة.


(١) "درر العقود الفريدة " ٣/ ١٥٤.
(٢) "العقد الثمين" ٢/ ١٤٨.
(٣) "الضوء اللامع" ٨/ ١٥٧.