للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الغارات، ويطلبونَ بها الثَّارات، ويَرْعَون الزُّروع، وينهبون الضُّروع، ويحرقون النَّخيلَ والأشجار، ويجِدُّونَ ما أينعَ مِن الثِّمار.

فلمَّا اشتدَّ الحال، وامتدَّ الأعوال (١)، وتواترَ الصِّيال (٢)، خرجَ إليهم القاضي شرفُ الدِّينِ الأُميوطي، وشيخُ الخُدَّامِ وأعيانُهم، وصالحوهم على خمسةَ عشرَ ألف درهم، وعلى ثمرةِ أملاكهم، وأملاكِ مَن يلوذُ بهم، فلمَّا تمَّ الصُّلحُ بينهم، وقضى كلُّ فئةٍ من النِّزاعِ بينَهم، استنجدَ طُفيل بصالحِ بنِ حُديثةَ من آلِ فضلٍ، وبعمروِ بنِ وهيبةَ مِن آلِ مِرا، وبعسَّافِ بنِ متروكٍ الزَّرّاق، فجاؤوه في جموعٍ كالجبال، وعسكرٍ عن القتالِ غيرِ مُبالِ.

فساروا بجمعِهم الكثير، وجمِّهم الغَفير، على عسكرِ ابنِ وُدَيٍّ، وعددُه النَّزرُ اليسير، يقال: إنَّهم كانوا خمسةَ عشرَ فارسًا، أو نحوَ خمسةٍ وعشرين، فركبوا عليهم وكسروهم، وضربوهم، وبلغوا منهم البِلغين (٣)، وخلَصوا منهم سالمين، وحيثُ غدروا بهم بعدَ الصُّلحِ لم يُفلحوا، ولا عاقبةَ للظالمين … وهي طويلة.

١٧٥٣ - الطُّفيلُ بنُ النُّعمانِ بنِ خنساءَ بنِ سنانٍ الأنصاريُّ (٤).

ابنُ عمِّ الماضي، شهدَ العقَبةَ، وبدرًا، واستُشهِدَ بالخندقِ (٥) أيضًا.


(١) الأعوال: جمعُ عَولٍ، وهو كلُّ ما عالكَ، وقوتُ العِيال. "القاموس المحيط": عول.
(٢) يقال: صالَ عليه صَولًا، وصالَةَ: وَثَبَ. "القاموس": صول.
(٣) أي: بلغوا منهم كلَّ مبلغ. "القاموس": بلغ.
(٤) "أسد الغابة" ٣/ ٨٣.
(٥) "سيرة ابن هشام" ٣/ ٢٠٢.