للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٤٠٤٤] مُحَمَّدٌ الحزَّازُ -بِمُهمَلةٍ ومُعجَمَتَينِ- البغدادِيُّ (١)

قالَ ابنُ فرحونٍ: إنه كانَ مِنَ المجاوِرِينَ القُدَمَاءِ الأخيارِ (المُقتدِين) (٢) المُتَبَتِّلِينَ لإقراءِ القرآنِ احتسابًا للثَّوابِ، الصَّابرين على الطَّلَبَةِ، انتفعَ بهِ جماهيرُ أولادِهم وجواهرُهم، مثلُ الشيخِ مُحَمَّدٍ الحَلَبِيِّ والشَّمسِ الشُّشتَرِيِّ ونُظَرَائِهم، ومِمَّن انتفَعَ عليهِ الشَّيخُ يحيى القُسَنطِينِيُّ. وأخبَرني أنَّهُ أقرأَ القرآنَ في بلادِهِ بغدادَ لأكثرَ من خمسِ مِئَةِ نَفْسٍ كُلُّهُم حَفِظَه عندهُ وجَوَّدَهُ بين يديهِ، وكان صَنْعَتُهُ حَزَّ الخَشَبِ بالمِخْراطِ يعمَلُ السُّبَحَ ويبيعُها وَيتَقَوَّتُ منها، أقامَ على ذلكَ مُدَّةً، وتزوَّجَ ابنةَ الشَّيخِ عِليٍّ الفَرَّاشِ، فَرَأت معه سَعَادَةً لِحُسنِ خُلُقِهِ وطِيبِ عِشْرَتِهِ، ثُمَّ تُوُفِّي عن بِنتٍ صالِحَةٍ لَحِظَها بَرَكَةُ أبيها في طريقِ الشَّامِ وهو مُتَوجِّهٌ إلى المدينةِ في المكانِ المعروفِ بالأُخَيْضِرِ (٣)، وهو ساجِدٌ وذلكَ في سنةِ ثمانٍ وثلاثينَ وسبعِ مِئَةٍ، وتبعهُ المجدُ بعبارتهِ البديعةِ (٤).

[٤٠٤٥] مُحَمَّدٌ الحُسَينِيُّ

نِسَبةٌ للحُسَينِيَّةِ، كَان مُؤذِّنًا بالحرمِ، حَسَنَ الصَّوتِ، فقيرًا صُوفِيًّا يَخِيطُ، وخلَّفَ أربعةَ أولادٍ ذُكورًا وإنَاثًا، ذكَرهُ ابنُ صَالحٍ.


(١) "نصيحة المشاور" ص: ٢٣٩ ط: مركز بحوث ودراسات المدينة.
(٢) ما بين القوسين ليس في "نصيحة المشاور".
(٣) الأخيضر أو الأخضر: موضع بين العلا وتبوك في الطريق إلى المدينة، يبعد عن تبوك ٧٠ كيلا، نزله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند مسيره إلى تبوك. انظر: "الأماكن" للحازمي ١/ ٥٨.
(٤) لم أجده في "المغانم".