للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بحيثُ لا يَقْبلُ لأحدٍ شيئًا، ويُكثِرُ التَّصَدُّقَ مما يأتيهِ من أملاكهِ بالمغربِ لكن سِرًّا، ولهُ في ذلك أَخْبارٌ، ووَصَفهُ ابنُ الخَطِيب بِالرِّياسةِ ومجالَسَةِ السُّلطانِ وملازمةِ التِّلاوةِ وتَفَقُّدِ أهلِ الخيرِ، وذَكَرَ أَنَّهُ كان فِيمَن تمالأَ على السُّلطانِ في سنةِ ثلاثَ عشرةَ، فلمَّا كانت النُّصْرَةُ له فَرُّوا وتَرَكُوا أموالهم، ثُمَّ لَطَفَ الله بأبي القاسِمِ فعادَ إلى وظيفَتِهِ، واستمَرَّ إلى أن بدَا لهُ، فَرَحَلَ إلى المشرقِ في سنة إحدى وعشرين وسبع مئة، وماتَ بمصرَ في رُجُوعهِ من الحجِّ في ثاني عشر المحرم سنة ثلاثينَ، وكان ذا فُنُونٍ، وله شِعرٌ، فمنه:

يا صاحبيَّ اعذُراني (١) في الهَوَى وسَلا … هل كُنْتُ مِمَّنْ رَأَى مَحْبُوبَهُ فَسَلا؟

أَبِيتُ والشَّوقُ يُبكِينِي (٢) ويُحْرِقُنِي … كَأَنَّنِي الشَّمْعُ لما فَارَقَ العَسَلا

[٣٨٦٠] مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَالِحِ بنِ إسماعيلَ، الشَّمسُ ابنُ الشَّمسِ، أو التَّقِيُّ الكِنَانِيُّ، المَدَنِيُّ، الشَّافِعِيُّ (٣)

سبطُ البدرِ عبد الله بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَرحون (٢٠٨٥)، وأخو ناصرِ الدِّينِ عبد الرَّحمنِ (٢٣٣٦)، ووالد عبد الوهَّابِ (٢٥٧٠) الماضِيَينِ، ويُعْرَفُ كأبيه بمابنِ صالح، وُلِدَ سنةَ سبعينَ وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ، ونشأ بها، فَحَفِظَ القُرآنَ، وكُتُبًا في فُنُونٍ، وتلا بالسَّبْعِ أو بعضِها على والدِهِ، وأَذِن له في الإِقْرَاءِ،


(١) في الأصل: "اعذرا بي"، والتصويب من "الدرر".
(٢) في الأصل: "ينكيني"، والتصويب من "الدرر".
(٣) "الضوء اللامع" ٩/ ٨٦، "إتحاف الورى" ٣/ ٤٩١.