للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذَكَرَ ابنُ أَبي حَاتِمٍ (١) أنَّه استُشهِدَ بأُحُدٍ، وكأنَّه نُسِبَ لجَدِّه، وهو حبيبُ بنُ زيدِ بنِ تميمِ بنِ أسيدِ بنِ خُفافٍ الأنصاريُّ، البَيَاضيُّ. قاله شيخُنا في "الإصابة" (٢).

٨١٩ - حَبيبُ بنُ أبِي حَبِيبٍ مَرْزُوقٍ. وقيل: رُزيقٍ، وقيل: إبراهيمَ، أبو محمَّدٍ، الحنفيُّ، مولاهم المدَنيُّ، خُراسانيُّ الأصل (٣).

كانَ كاتبَ مالكٍ وقارئَه، كانَ يقرأ عليه "الموطأ" للنَّاسِ في بعضِ الأوقات، وبقراءتِه في وقتٍ منها سمعَه يحيى بنُ بُكَيْرٍ، وكانَ مِن أجلِ هذا متأخِّراً، لقولِ ابنِ مَعِينٍ (٤) وغيرِه: شرُّ السَّماع عَرْضُ حَبيبٍ على مالكٍ، فإنَّه كانَ يقرأُ، فإذا انتهى المجلسُ زادَ عليه أوراقاً، ثمَّ كتبَ: بلغ. وكذا قال ابنُ حِبَّانَ في "الضُّعفاء" (٥): كان يُوَرِّق بالمدينة على الشيوخ، ويروي عن الثِّقاتِ الموضوعاتِ، كانَ يُدخِلُ عليهم ما ليسَ مِن أحاديثهم، فكلُّ مَنْ سمعَ بعرضِه، فسماعُه ليسَ بشيءٍ؛ لأنَّه كانَ إذا قرأ أخذَ الجزءَ بيدِه، ولم يُعطهم النُّسَخَ، ثمَّ يقرأُ البعضَ، ويتركُ البعضَ، ويقولُ: إنَّه قرأَه كلَّه، ثمَّ يُعطيهم، فينسخونه (٦).

فسماعُ ابنِ بُكَيْرٍ وقُتَيْبةَ مِن مالكٍ كانَ بعَرضِه، بل قال أبو أحمدَ الحاكمُ: روى


(١) "الجرح والتعديل" ٣/ ٩٧ (٤٥٥).
(٢) "الإصابة" ١/ ٣٠٦، ٣٠٥.
(٣) "تهذيب الكمال" ٥/ ٣٦٦.
(٤) "تاريخ ابن معين"، برواية الدوري ٢/ ٩٧ (٥٢٨٢)، و "سؤالات ابن الجنيد" له، ص ٩٦ (٨٨٨).
(٥) "المجروحين" ١/ ٣٢٣.
(٦) في الأصل: فينسخوه، وهو خطأ.