للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السلاطين، لا يُفرِّق عندَ التَّصدق بينَ التِّبر والتين، ولا بين الطِّيب والطين، إذا سئل سُكَّرة أعطى شيئًا كثيرًا، وإذا طُلبَ ماءَ وردٍ أو خِلاقٍ ملأ الإناء ولو كانَ كبيرًا، وإذا تحقَّقَ مريضًا داومَ في بيتِه على الأغذيةِ اللَّطيفة، العَطِرةِ الفائقة، والأدويةِ المناسبةِ اللائقة، ويحملُها بنفسه، ويُحضرُها عندَه، ولا يستعملُ في ذلك أحدًا لا غلامَه ولا عبده، ولا يَخصُّ بعوارفِه معارفَه، بل يعمُّ به كلَّ مَن كان جاهلَه أو عارفَه، وهكذا شأنه في كلِّ ما ملكتْ يمينُه، كأنَّه انعقدت على الإنفاقِ يمينه، ووراءَ ذلك بذلُ العِرض، وكسرُ الوجه في مساعدةِ المنكسرِ المديون، والفقيرِ الذي قلَّلتْ الدُّيونُ منه نورَ العيون، فإنَّه كانَ يجتهدُ في إرضاء مِدْيانهم (١)، وإنْ أحوجَ الحالُ إلى الضَّمان دخلَ بنفسِه في ضمانِهم، ولقد ضمنَ مرَّةً نحوَ خمسين ألف درهم، فطُولِبَ بها وضَيَّق عليه الغريم، فلم يكترثْ بذلك، حتَّى فرَّجَ اللهُ عنه ببركةِ هذا النَّبيّ الكريم.

١١٢٥ - دينارٌ، أبو عبدِ الله ابنُ القرَّاظ (٢).

ذكرَه مسلمٌ (٣) في ثالثةِ تابعيَ المدنيين، هو الذي بعده.

١١٢٦ م- دينارٌ، أبو عبدِ الله القرَّاظ (٤).

مدَنيُّ جليلٌ، مولى خُزاعةَ، تَابعيٌّ، يروي عن: سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ، وأبي هريرة، وعنه: عمرُ بن نُبيه الكعبيُّ، ومحمَّد بنُ عمرو، وموسى بنُ عُبيدةَ، وأُسامةُ بنُ زيد


(١) مِدْيان: على وزن مِفعال، صيغة مبالغة من اسم الفاعل، قال في "القاموس": دين: المِديان: الذي يُقرض كثيرا.
(٢) "رجال مسلم" ١/ ٢٣١.
(٣) "الطبقات" ١/ ٢٥٣ (٩١٨).
(٤) الكنى والأسماء" لمسلم ١/ ٤٧٢، و "التاريخ الكبير" ٣/ ٢٤٤، و "الجرح والتعديل" ٣/ ٤٣٠.