للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٤٤١٤] هارونُ بنُ عمرَ بنَ الزَّغَبِ

نقل عنه المحبّ الطبري في "الرياض النضرة" (١) له ممَّا حكاه له -، قالَ: وكانَ ثقةً، صدوقًا، مشهورًا بالخيرِ، والصَّلاحِ، والعبادةِ- عن أبيه -وكانَ مِن الرِّجالِ الكبارِ- قالَ: كنتُ مجاورًا بالمدينةِ، وشيخُ الخُدَّامِ إذ ذاكَ الشَّمسُ صوابٌ اللَّمطيُّ، وكانَ صالحًا كثيرَ البِرِّ بالفقراءِ، والشَّفقةِ عليهم، ممَّنْ بيني وبينَه أُنسٌ، فقال لي يومًا: أخبرُك بعجيبةٍ، كانَ لي صاحبٌ يجلسُ عندَ الأميرِ، ويأتيني مِن خبرِه بما تمسُّ الحاجةُ إليه، فجاءني يومًا، فقالَ: حدثَ أمرٌ عظيمٌ، فقلتُ: ما هو؟ قالَ: جاءَ قومٌ مِن أهلِ حلبَ، وبذلوا للأميرِ مالًا كثيرًا، وسألوه أنْ يُمكِّنَهم مِن فتحِ الحُجرةِ، وإخراجِ الشَّيخينِ رضيَ الله عنهما من القبرِ الشَّريفِ، فأجابهم لذلك، فكرِبتُ لهذا سيِّما وجاءني رسولُ الأميرِ، فرُحتُ إليه، فقالَ: إنَّه يدقُّ عليكَ اللَّيلةَ أقوامٌ المسجدَ، فافتحْ لهم، ومكِّنهم ممَّا أرادوا، ولا تُعارضهم، فقلتُ له: سمعًا وطاعةً، وفارقتُه، ومكثتُ يومي أجمعَ خلفَ الحُجرةِ أبكي، لا ترقأُ لي دمعةٌ، ولا يشعرُ أحدٌ بذلك، فلمَّا صلَّينا العشاءَ، وخرجَ النَّاسُ، وغلَّقنا الأبوابَ، دُقَّ البابُ الذي بحذاءِ بابِ الأميرِ -يعني: بابَ السَّلام- قالَ: ففتحتُه، فدخلَ أربعون رجلًا ومعهم المساحي والمكاتلُ، والشُّموعُ، وآلاتُ الهدمِ والحفر، وقصدوا الحجرةَ، فوالله ما وصلنا المنبر حتَّى


(١) لم أجد هذه القصة في "الرياض النضرة".
وقد نقل هذه القصة السمهودي في "وفا الوفا" ٢/ ٦٥٣، عن المحب الطبري، والمقريزي في "إمتاع الأسماع" ١٤/ ٦٢٦.