للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروى عنه، وعن: ابنِ أبي حازمٍ، وابنِ الماجِشونِ، وابنِ وهبٍ، ونحوِهم، وعنه: هارونُ بنُ سعيدٍ الأَيليُّ، ويونسُ بنُ عبد الأعلى، والوليدُ ابنُ مسافرٍ، وآخرون. أثنى عليه ابنُ يونسَ (١) في عِفَّتِه، وعدلِه في الأحكامِ، وكانَ وليَ قضاءَ مصرَ مِن قِبَلِ المأمونِ، سنةَ سبعَ عشرةَ، واستمرَّ في قضائها أكثرَ مِن ثمان سنين، ثمَّ لمَّا وقعت المحنةُ بخلقِ القرآن أُلزِمَ مِن جهةِ الخليفةِ بأنْ لا يقبلَ شهادةَ مَنْ لا يُقِرُّ بذلك فكانَ مَنْ شهدَ عندَه بأنَّ القرآنَ مخلوقٌ قَبِلَه، ومَنْ توقَّفَ ردَّ شهادتَه، ثمَّ صارَ يتسامحُ في ذلك، فصُرِفَ، ووُلِّيَ مكانَه محمَّدُ بنُ أبي اللَّيث (٢)، فشدَّدَ في ذلك، فحُمِدَ عندَهم ثمَّ أُخذَ بعونِ الله تعالى عليه.

وقالَ الزُّبيرُ: كانَ مِن كبارِ الفقهاءِ، وقالَ أبو إسحاقَ الشِّيرازيُّ في "طبقات الفقهاء" (٣): كانَ أعلمَ مَنْ صنَّفَ الكتبَ في مُختلَفِ قولِ مالكٍ، وِكانَ صَرفُه عن القضاءِ في صفرَ سنةَ ستٍّ وعشرين ومئتين، ونابَ بعدَ ذلكَ بِسُرَّ مَنْ رأى إلى أنْ ماتَ في صفرَ سنةَ اثنتين وثلاثين، ذكرَه شيخُنا في "اللسان" (٤)، وقالَ: ألحقتُه كأنظارِه ممَّنْ قالَ بخلقِ القرآنِ، ولكنْ هذا زاد أنْ دعا إليه، وعاقبَ في تركِه.

قلتُ: وأظنُّه الذي جدُّه محمَّدُ بنُ كثيرِ بنِ مَعنِ بنِ عبد الرَّحمنِ بنِ عوفٍ، فيُنظر.


(١) "تاريخ ابن يونس" ٢/ ٢٤٦.
(٢) في المخطوطة: "الليل"، وهو تحريف، والتصويب من "لسان الميزان" ٨/ ٣٠٨.
(٣) "طبقات الفقهاء"، ص: ١٥٣.
(٤) "لسان الميزان" ٨/ ٣٠٧.