للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالَ أبو الزِّنَادِ: كانَ أهلُ المَدِينةِ يَكْرَهُونَ اتِّخاذَ الإماءِ حتىّ نَشَأَ فيهم عَليُّ بنُ الحُسينِ والقاسِمُ (١) وسالمٌ فقهاءَ، ففاقوا أهلَ المدينةِ عِلمًا وتقىً وعبادةً وَوَرَعًا، فرغبوا حينئذٍ في السَّراري. وقالَ ابنُ رَاهويهْ: أَصَحُّ الأسانِيدِ كُلِّها الزُّهْريُّ عن سالمٍ عن أبيهِ. وتَرْجَمَتُهُ طَويلَةٌ، فهي عندَ ابنِ العَدِيمِ (٢) في كراريسَ، وفي "التهذيب" (٣)، وغيرهِما.

ماتَ أوَّلَ سنةِ سبعٍ، والجمهورُ سنةَ ستٍّ ومئةٍ، وهشامُ بنُ عبدِ الملكِ يومئذٍ بالمدينةِ، وكانَ حجَّ فيها ولم يحجَّ في ولايتِهِ غَيْرَها، فوافقَ موتَه فَصُلِّيَ عليه بالبقيعِ لِكَثْرَةِ النَّاسِ، فلمّا رأى هِشَامٌ كَثْرَتهم قالَ لإبراهيمَ بنِ هشامٍ المخزوميِّ: اضربْ على أَهْلِ المدينةِ بعثَ أربعةِ آلافٍ. فكانَ النَّاسُ إذا دخلوا الصائفةَ خرجَ أربعةُ آلافٍ مِن أهلِها إلى السَواحلِ، فكانوا هناكَ إلى قُفولِ الناسِ ومجَيئِهم من الصَّائفة. ويقال: إنَّ جماعةً منهم لم يَرجِعوا، فتَشَاءَمَ أهلُ المدينةِ بهشامٍ، فقالوا: عانَ (٤) فقيهَنا، وعانَ أهل بلدِنا. رَحِمَه الله وإيّانا.

١٣١٤ - سالمُ بنُ عبدِ الله، المدَنيُّ (٥).

مَوْلَى محمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظَيِّ، كان عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ قد واخاه في الله، وحَضَرَ عندَه حين استُخلفَ فَوَعَظَهُ، وأظنُّه كان مع مولاه بِخُناصرة (٦) عند عُمَرَ. ذكره


(١) القاسم بنُ محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، تأتي ترجمته.
(٢) "بغية الطلب" ٩/ ٤١١٣.
(٣) "تهذيب الكمال" ١٠/ ١٤٥، و"تهذيب التهذيب" ٣/ ٢٤٨.
(٤) أي: أصابه بالعين. " القاموس": عين.
(٥) "تاريخ مدينة دمشق" لابن عساكر ٢٠/ ٧٨.
(٦) خُناصرة: بليدةٌ من أعمال حلب، تُحاذي قِنَّسرين نحو البادية. "معجم البلدان" ٢/ ٣٩٠.