للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العابدِ جمالِ المحدِّثينَ بقيةِ الصالحينَ مجاوِرِ حَرَمِ سَيِّدِ المُرسلينَ، أعَادَ الله علينَا مِن بركاتِهِ، ومُؤَلَّفَهُ الآخرَ "باعثَ النفوسِ عَلَى زيارةِ القُدسِ المحروسِ"، ووصفَهُ بِمَا تَقَدَّمَ وزادَ: الفاضلُ العاملُ الأجلُّ، وسَمِعَهُمَا ابناه كما سيأتي وأَجازَ لهُم روايتَهِمَا وسائرَ تصانيفِهِ.

[٤٦٨٥] يوسفُ بنُ الحسنِ بنِ محمُودٍ، العزُّ ابنُ الجلالِ ابنِ العزِّ السرائي الأصلِ التبريزيُّ المولدُ الشَّافعيُّ (١)

والدُ البدرِ محمَّدٍ ويُعرفُ بالحلوائيِّ، وُلِدَ سنةَ ثلاثينَ وسبعِ مئةٍ بتبريزَ، وأخذَ عن العَضُدِ والبهاءِ الخونجيِّ وآخرينَ، وارتحلَ في طَلَبِ الحديثِ إلى بغدادَ، وقرأَ عَلَى الشَّمسِ الكِرمانيِّ "الصحيحَ"، وأَقَامَ ببلدِهِ يُدَرِّسُ أنواعَ العُلومِ، وتحوَّلَ إلى مارِدِينَ (٢) فأكرَمَهُ مَلِكُهَا وجمعَ العُلماءَ في مجلسِهِ فتكلَّمُوا مَعَهُ واعترفوا لَهُ بالتقدُّمِ والفَضلِ، ثُمَّ عَادَ إلى بلدِهِ وشَرَحَ "منهاجَ الأصولِ" و"أربعي النَّوويِّ" و"الأسماءَ الحُسنَى" وغيرَ ذلكَ، وكتبَ عَلَى كُلٍّ مِن "الكَشَّافِ" و"شرحِ الشَّافيةِ" في الصَّرفِ حواشِيَ، وكَانَ مُديمًا عَلَى العلمِ ووظائفِ العبادةِ، حَجَّ وجَاورَ بالمدينة سنةً كاملةً معَ حُسنِ الخَلقِ والخُلُقِ، وانتقلَ إلى الجزيرةِ، وكَانت وفاتُهُ بِهَا في سنةِ اثنتين، وقيلَ: أربعٍ وثماني مئةٍ.


(١) "الضوء اللامع" ١٠/ ٣٠٩.
(٢) ماردين بكسر الراء والدال، "معجم البلدان" ٥/ ٣٩، مدينة صغيرة في تركيا إلى الجنوب الشرقي من ديار بكر، "الدليل الأزرق"، تركيا: ٥١٠.