للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال المجدُ (١): الفقيهُ الشَّافعيُّ، الإمامُ العلَّامةُ، والحَبْرُ الخَيِّرُ السَّالكُ طريقَ السَّلامة، كانَ مُلازماً للمسجدِ والعِبادة، ذِكرًا وصَلاةً و [صِيامًا] (٢)، ومُعظِّمًا لله سبحانَه حتَّى إنَّه لمْ يحلفْ باللّهِ منذُ خمسينَ عامًا، وباشرَ الحُكم نيابةً عن القاضي سِراجِ الدِّين، فَحُمِدتْ سيرتُه، وشُكِرَتْ سريرتُه، لا يَعرفُ لغيرِ الله الغَضبَ والحِدَّة، ولا يأْلفُ الصَّلابةَ واليَباسةَ والشِّدَّة، خُلقُه اللُّطفُ والسَّجَاحة (٣)، وهِجِّيْرُهُ (٤) الفَضلُ والسَّماحة، وكلُّ أخلاقِه سديدة، مع التَّصانيفِ الحميدةِ العَديدة.

قلت: ولقِيهُ بالمدينةِ أبو عبدِ اللهِ ابنُ مرزوقٍ، فسمعَ عليه بقراءةِ الجَمالِ محمَّدِ بن أحمدَ بنِ أمينٍ الآقشهريِّ "المصابيحَ" للبَغَويِّ، وقد مضى فيمَنْ اسمُ أبيهِ محمَّدًا، والظَّاهرُ أنَّه هو، وقعَ الغلطُ في وفاتِه في أحدِ الموضعين.

٣٣٠ - أحمدُ الشِّهابُ المِصريُّ.

نزيلُ المدينةِ، قدِمَها، وكانَ في أيَّامِ الظَّاهرِ جَقْمَق ينوبُ عن رؤساءِ مؤذِّنيها: المحبِّ المطريِّ، وغيرِه، متبرِّعًا، معَ كونِ الظَّاهرِ قرّرَ لهُ خمسين دينارًا، فقالَ: إنْ كانتْ على الرِّئاسةِ فلا، فقيل له: إنَّما هي مجانًّا، وهي على الذَّخيرة، فقبِلَها، ورُزِقَ أولادًا، منهم عبدُ القادرِ، قيلَ: إنَّه بمكَّةَ.

- أحمدُ أبو العبَّاسِ المغربيُّ، التَّادليُّ، المالكيُّ.

مضي في: ابنِ عبدِ الرَّحمنِ. (١٨٨).


(١) في "المغانم" ٣/ ١٢١١.
(٢) في الأصل: (وسلامًا) بدل: (وصيامًا)، والمثبت من "المغانم".
(٣) اللين. "القاموس": سجح.
(٤) دأبه وشأنه. "القاموس": هجر.