للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نفسِه، ولا يأكلُ من مالِ السُّلطان، ولا جندِه، ولا مَن يتولَّى وقفًا، وكانَ أُميًا لا يعرفُ الخطَّ، ويقرأُ القرآنَ في المصحف، ماتَ ببيت المقدس، وكانَ توجَّهَ إليه مِن مَكَّةَ حينَ وصولِه إليه في أواخرِ صفرَ، وأوائلِ ربيعٍ سنةَ اثنتين وستِّ مئةٍ، وأوصى أنْ يُجهِّزَه بعضُ مَنْ كانَ غائباً بدمشق (١)، فتعجَّب النَّاسُ، فما كانَ بأسرعَ مِن وصولِه قبيلَ موتِه، ودُفِنَ بمقبر ماملا، وقبرُه ظاهرٌ يزار، روى عنه: يوسفُ بنُ أبي طاهرِ ابنِ عليٍّ الجزريُّ الكرديُّ ما سمعَه يُنشده في مسيرِهما من مَكَّةَ إلى المدينةِ مع كونِه كان لا يرى إنشادَ الشعر، ويُنكر على مَن يسمعه ينشد، قال: ولم أسمعْه يُنشدُ غيرَها:

ليالٍ وأيَّامٌ تمرُّ خواليا مِن … الوصلِ، ما فيها لقاءٌ ولا وَعْدُ

إذا قلتُ: هذي مدَّةٌ قد تصرَّمتْ … أتتْ مُدَّةٌ أخرى تطولُ وتمتَدٌّ

١١٧٩ - الرَّبيعُ بنُ مالكِ بنِ عامرٍ، أبو مالكٍ الأصبحيُّ (٢).

عمُّ مالكِ بِن أنس، حليفُ بني تميمٍ، يروي عن: المدنيين، وعنه: أهلُها، وكانَ قليلَ الحديث، ماتَ سنةَ ستين ومئةٍ، وكانَ أكبرَ بني أبيه أنسٌ والدُ مالكٍ، ثمَّ أويسٌ جدُّ إسماعيلَ بنِ أبي أويسٍ، ثمَّ أبو سهيلٍ نافعٌ، ثمَّ هذا، قاله ابنُ حِبَّان في ثالثه " ثقاته " (٣).

١١٨٠ - الرَّبيعُ، مولى أميرِ المؤمنين.


(١) هو علي بن السلار، كما في "بغية الطلب" ٨/ ٣٦٥٢.
(٢) "الكنى والأسماء" ٢/ ٧٥٤، و "التاريخ الأوسط" ٢/ ١٣٧، و "مشاهير علماء الأمصار" ١/ ١٣٢.
(٣) "الثقات" ٦/ ٢٩٦.