للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ممَّن قُتلَ بالمدينةِ سنةَ ثلاثين ومئةٍ على يدِ أبي حمزةَ المختارِ الخارجيِّ (١).

٩٧١ - حَكيمُ بنُ الحارثِ الطائفيُّ.

روى الثَّعلبيُّ في "تفسيره" (٢) عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّه هاجرَ بامرأتِه وبنيه، فتوفي، وفيه نزلت (٣): {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} الآيةَ.

استدركَه ابنُ فتحون، وقد ذكر القصة إسحاق (٤) في

"تفسيره" (٥) قال: حُدِّثتُ عن مقاتلِ بنِ حيَّانَ في هذه الآيةِ أنَّ رجلًا مِن أهلِ الطَّائفِ قَدِمَ المدينةَ وله أولادٌ: رجالٌ ونساءٌ، ومعه أبواه وامرأتُه، فماتَ بالمدينةِ، فرُفعَ ذلك إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، فأعطى الوالدين، وأعطى أولادَه بالمعروفِ، ولم يُعطِ امرأته شيئًا، غيرَ أنَّهم أُمروا أن يُنفقوا عليها مِن تَرِكَةِ زوجِها إلى الحَولِ.


(١) أبو حمزة الخارجيُّ، المختارُ بنُ عوف، من الخوارج الإباضية الذين خرجوا على الخلافة، استولى على مكةَ، ثمَّ المدينةِ، ثم بعثَ مروانُ بنُ الحكم جيشًا كبيرًا، فقتلوه سنة ١٣٠ هـ. "تاريخ الطبري" ٤/ ٣٠٢، و "البداية والنهاية" ١٠/ ٣٦، و "العقد الثمين" ٧/ ١٥٥.
(٢) "تفسير الثعلبي" لأحمَد بنِ محمدٍ، المتوفى سنة ٤٢٧ هـ. قال عنه ابنُ تيمية: والثعلبيُّ هو في نفسه كان فيه خيرٌ ودين، ولكنَّه كان حاطبَ ليلٍ، ينقل ما وجدَ في كتب التفسير من صحيح، وضعيف، وموضوعٍ. "مقدمة في أصول التفسير"، ص: ٧٦.
واسم تفسيره: "الكشف والبيان في تفسير القرآن"، وهو مخطوطٌ لم يطبع.
(٣) سورة البقرة، آية: ٢٣٤.
(٤) إسحاق بن راهويه، المتوفى سنة ٢٣٧ هـ، ووقع في "الإصابة": بن إسحاق، وهو خطأ.
(٥) انظر: "أسباب النزول" للواحدي، ص: ١١٤.
قال النَّحَّاس في "الناسخ والمنسوخ"، ص: ٨٧: إنَّ الناس أقاموا بُرهةً من الإسلام إذا توفي الرجل، وخلَّف امرأة حاملًا أوصى لها زوجها بنفقةِ سنةٍ، وبالسكنى ما لم تخرج فتتزوَّج، ثمَّ نُسخ ذلك بأربعة أشهر وعشر، وبالميراث.