للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٤٠٩٦] مختارٌ الطواشيُّ خادِمُ أبي شامةَ

صاحُبُ قلبٍ وإيمان جَيِّدٍ، وخوفٍ من الله وبُكاءٍ كثيرٍ وخشوعٍ، مات بالمدينةِ، ذكرَهُ ابنُ صالحٍ.

[٤٠٩٧] مُختَصٌّ، شَرَفُ الدّينِ الدَّيرِيُّ

شيخُ الخُدَّامِ بالمسجِدِ النبوي، قالَ ابن فرحونٍ (١): استَقَرَّ في المشيخةِ بعد عزلِ العِزِّ دينارٍ الماضي، فجاءَ بِأَخلاقٍ تُركِيَّةٍ لم تَتَهَذَّب بِرِيَاضَةٍ، ولا حَجٍّ وزِيَارَةٍ، بل قامَ بِهَيبَةٍ وعِزَّةٍ، بحيثُ لم يكن يتمَكَّنُ من الجلوسِ معه في صُفَّتِه كبيرُ أحدٍ، وربما أهانَ مَن جلسَ معه فيها، ولكنَّهُ اهتمَّ بعَمَارَةِ الأوقاف حتى كانَ يخرُجُ غالبا كُلَّ يومٍ ويُبَاشِرُ الغَرسَ والعِمارَةَ، ويستصحب مَعَهُ عَيشا رَغِيدًا، وخيرًا كَثِيرًا، وكذا كان الخُدَّامِ في أيَّامِهِ وقَبلَها، يُبَاشِرُونَ الأَوقَافَ بِأَنفُسِهِم، ويحضُرُونَ الجِدَادَ بأَعوانِهِم خدمِهِم وعَبِيدِهِم، ولا يتعاطَون على ذَلِكَ أُجرَةً، بل يَخرُجُونَ معهم بِالأَطعِمَةِ الكَثِيرَةِ الفَاخِرَةِ المَلِيحَةِ، ولذا كانَتِ الأَوقَافُ مُبَارَكَةً وغِلالُها مُتَزَايِدَةً، والبَرَكَةُ عليها لائِحَةٌ، حَتَّى خَلَفَهُم مَن لا يَتَحَرَّكُ في وَقْفٍ إلا بِأُجرَةٍ، وليت بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ، واستمَرَّ في المشيخةِ حتى عُزِلَ بشرف الدينِ الخَزَندارِيِّ، وكان وصولُهُ بالمشيخةِ في آخِرِ سنةِ اثنتي وأربعين وسبعِ مئةٍ،


(١) "نصيحة المشاور" ص: ٤٨.