للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سيرتُهُ، فاقَ كثيرًا من سَلَفَهِ بالمحاسنِ -حسبما بينتُهُ قي "الضوء (١) اللامع" (٢) - وفُوِّضَ إليه في سنة سبعٍ وثمانين وثمان مئةٍ سلطنةُ الحجازِ كُلِّهِ، ودُعِيَ له على المنبرينِ، وأوَّلُ ما دُعِيَ له بالمدينةِ كنتُ جالسًا بجانبه من الرَّوضَةِ؛ فقررتُ له ما أنعمَ الله تعالى بِهِ عليه؛ فتزايدَ حمدُهُ وشكرُهُ، واستقرَّ حينئذ في المدينةِ من بعدي، وكذا وقع لجدِّهِ حسنٍ أنَّ السلطانَ فَوَّضَ إليه سلطنةَ الحجازِ، وتكررَّتْ زيارةُ صاحبِ التَّرجمةِ لجدِّهِ المصطفى، والإحسانُ لجيرانه، بل والقادمينَ للزيارة، معَ مزيدِ خشوعٍ وخضوعٍ، وابتنى بها محلًّا لنزولِهِ بالقربِ مِن أماكنِ الخُدَّام، وتمَّت جمالتُهُ، وتمَّتْ على الرعايا والأتباعِ بركاتُهُ وصِلَاتُهُ، وتجمَّلَ وتحمَّلَ، وتطوَّلَ وتخوَّلَ.

٣٤٨٢ - مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارِ بنِ عُثمانَ بنِ داودَ بنِ كيسانَ، الملقَّبُ بُندارَ (٣).

أحدُ الحفَّاظِ. روى الخطيب في "جامعه" (٤) أنَّه قال: كتبَ عني خمسةُ قرونٍ، وسألوني التَّحديثَ وأنا ابنُ ثماني عشرةَ سنةً، فاستحييتُ أنْ أحدِّثَهم بالمدينةِ، فأخرجتُهُم إلى البستانِ؛ فأطعمتُهُم الرُّطَبَ وحدَّثْتُهُم. انتهى.

وهو يحتملُ إرادةَ المدينةِ أو غيرَها، والأوَّلُ أظهرُ، ويستأنسُ له بالرُّطَبِ، ثُمَّ


(١) في الأصل: الوضوء، وهو تحريف.
(٢) "الضوء اللامع" ٣/ ٤٥٦.
(٣) "تهذيب الكمال" ٢٤/ ٥١١.
(٤) "الجامع" ٢/ ٥١١، و"تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي ١/ ٢٣٧.