للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جدِّه- وكان خادمًا للشَّهيدِ النَّاطق الرَّضيِّ أبي القاسم، جدِّ أبي صاحب الترجمة-: أنَّ رجلين ادَّعيا عندَه في بقرةٍ، وكان مع أحدِهما محَضرُ تملُّكِها فيه شهودٌ، فأدَّوا فيه عنده، فسألَه مَن بيدِه المَحضرُ الحكمَ به، وتسليمَ البقرةِ إليه، فقال له: كيفَ أُسلِّمُها لك، وهي (١) تقولُ: إنَّها لِخَصْمِكَ، وتُخبرُ أنَّ المَحضرَ زُور، فاعترفَ بذلك، وأظهرَ التَّوبةَ، وسلَّمَها لخصمِه، ولمَّا اتَّصلتْ هذه الحكايةُ بقاضي الدِّيارِ المِصرية: العمادِ عبدِ الرَّحمنِ ابنِ السُّكريِّ عزلَه عن نيابتِه، وكتبَ إليه: أنه كان ينبغي لك أنْ تعملَ في القضيةِ بظاهرِ الشَّرعِ، وتُسلِّمَ البقرةَ لمَن أثبتَها، فلمَّا بلغَه ذلكَ، قال لمَن حضرَه: اشهدوا عليَّ أنني قد عزلتُه وذرِّيتَه مِن بعدِه، فكانَ كذلك (٢)

١٩١ - أحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ، الشِّهابُ، الهلاليُّ، المدَنيُّ، السَقَّاءُ، والدُ المسنِدُ الشَّهيرُ سليمانُ.

وصفَه الرَّضيُّ أبو حامدٍ المطريُّ بالشَّيخِ المقدسيِّ، وقال ابنُ فرحونٍ (٣): كان من قدماءِ المجاورين، وذوي العقلِ والرَّأي، وأوَّل ما دخلَ المدينةَ كان يتسبَّبُ بسقيِ الماءِ من العين، ثمَّ أغناه اللهُ، فعاشَ بعقلِه بينَ النَّاس، ورأسَ حتى صارَ وزيرًا للأشرافِ، وكانَ أمينًا حافظًا، متواضعًا لا يستنكفُ عن عملٍ يعودُ نفعُه على نفِسِه وعيالِه، وربَّما خرجَ إلى البَرِّ، فيأتي على دوابِّه بما يحتاجُ إليه من حشيشٍ وحَطَبٍ وغيرِ ذلك، وخلَّفَ ذريةً صالحةً ذكورًا وإناثًا، منهم سليمانُ الآتي.


(١) أي: البقرة، والنص في "نهاية الأرب": فتأمل الفقيه البقرة، ونظر إليها، وسأله الذي شهد له الحكم بما ثبت عنده، وتسليمها إليه. فقال: كيف أسلمها إليك، وهي تقول: إنها لخصمك ......
(٢) نهاية الأرب في فنون الأدب" ٢٨/ ١٢٥، وذكرها أيضاً الفاسي في "العقد الثمين" ٣/ ٧٩ - ٨١.
(٣) نصيحة المشاور "١٨٤.