للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فاستقلَّ الشِّبليُّ في نيابةِ مُقبلٍ المذكور، وكلٌّ منهما مُقبلٌ على صاحبه وبه جَذلانُ مسرورٌ، وهذا الشبليُّ خادمٌ وسيمٌ، بوجهٍ قسيمٍ، ومحيًّا قد هبَّ عليه من جنَّة النَّعيمِ نسيمٌ، ووسَمَتهُ يَدُ التَّقدير بِمِيسَمِ الجمالِ أحسنَ توسيمٍ. حاذقٌ باغتلابِ نحائسِ المناحسِ بِمَغلُوبِهِ، مُطيقٌ لاستلاتِ نفائسِ أنفاسِ المُنافسِ بأسلوبِهِ، مَخايِلُه مزَايِنٌ، شمائِلُه محاسِنٌ، مناتِجُه في الحُسنَى واضِحَةٌ، نوافِجُه بالخُلُقِ الأسنَى فائِحَةٌ، مَبَاهِجُه إلى العَيشِ الأهنى لائِحَةٌ، وألسُنُ الشُّكرِ بنَغَمِ نغماتِ نَعمائِهِ صَادِحَةٌ، وافتِرارُ الثَّنايا بالثَّناءِ على أثناءِ رُوائِهِ واضِحَةٌ، ومع هذا لم يؤرِّخ وفاتَهُ، وقد ذكرَهُ شيخُنا في "إنبائِه" (١) فقالَ: مسرورٌ الحَبَشِيُّ المعروفُ بالشِّبلِيِّ، شيخُ الخُدَّامِ بالمدينةِ النبويَّةِ، مات معزولًا سنةَ سِتٍّ وثمانِ مئةٍ لِعَجزِهِ.

[٤١٢٣] مِسطَحُ بنُ أُثاثَةَ -بِضَمِّ الهمزَةِ ومُثَلَّثَينِ- بنِ عبد المُطَّلبِ ابنِ عبد منافِ ابنِ قُصَيِّ بنِ كلابٍ، أبو عُبادةَ وقيلَ: أبو عبَّادٍ، القُرَشِيُّ المُطَّلِبِيُّ (٢)

المذكورُ في حديثِ الإِفكِ، وأُمُّهُ ابنةُ أبي رُهمِ بنِ المُطَّلِبِ ممَّن شَهِدَ بدرًا والمشاهِدَ بعدها، ويقال: إن مِسطحًا لَقَبُهُ واسمه عوفٌ وذلك ليس بمشهورٍ، انفرَدَ به ابنُ إسحاقَ فيما قاله ابنُ حبانَ (٣).


(١) "إنباء الغمر" ٥/ ١٩٤.
(٢) "الطبقات الكبرى" ٣/ ٥٣، "سير أعلام النبلاء" ١/ ١٨٧.
(٣) "الثقات" ٣/ ٣٨٣.