للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

باللِّواء"، ورواه صدقةُ بنُ خالد، عن وحشيٍّ، فلم يذكر فيه دوسًا. قال أبو نُعيم (١): وليسَ المرادُ بدوسٍ إلا القبيلة، ولا يُعرفُ في موالي النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- أحدٌ اسمُه دَوسٌ. قالَ شيخُنا في "الإصابة" (٢): والسِّياقُ يأبى ما قاله أبو نُعيمٍ، لكنَّ الإسناد ضعيف.

١١٢٣ - دينارٌ، العزُّ، الحبشيُّ، الشِّهابيُّ، المرشديُّ، الشَّافعيُّ (٣).

قالَ ابنُ فَرحونٍ (٤): استقرَّ في مشيخةِ الخُدَّامِ بالمسجدِ النَّبويِّ، عقبَ وفاةِ ناصرِ الدِّينِ، نصرٍ، عطاءِ الله في سنة سبعٍ وعشرين وسبعِ مئةٍ بعدَ أن كانَ من جملةِ الخدَّام بالقاهرة، فكانَ ذا حِشْمةٍ (٥) ودين، وعِزَّةٍ وحُسن يقين، صحبَ المشايخ الكبارَ من المجاورين، وتأدَّبَ بآدابهم، واكتسبَ من أخلاقهم، فلزمَ التِّلاوة، ومجاهدةَ نفسِه بالصِّيامِ والقيام، والصَّدقةِ والإحسان، وأوقفَ أملاكًا، ما بين نخيلٍ ودور، وأعتق خُدَّامًا وعبيدًا وإماءً، يزيد عددُهم على الثلاثين، وعلَّق القناديل من خُدَّامه في الحرم سبعةٌ، وكفلَ أيتامًا وحُرَمًا، ونعَّمهم بالأكل واللابس والمساكن، حتَّى كانوا يُعدَّون من عياله، وله محاسنُ متعدِّدةٌ، منها: أنِّه سافرَ مرَّةً إلى مصر، فاستخلف على بيتِه وأموالِه بعضَ أصدقائِه مِن الجاورين، ففرَّط بعدمِ تحرُّزه ممَّن بالبيتِ مِن خُدَّامٍ وإماء وعبيد، لظنِّه عدمَ خيانتِهم، فأفسدوا، ونقص مما خلَّفَه ببيته مقدارُ أربعةٍ وعشرين ألفًا، فلمَّا جاءَ وعلمَ بذلك قال له: إنَّ ذلك يلزمُكَ شرعًا


(١) "معرفة الصحابة" ٢/ ١٠٢٠.
(٢) "الإصابة" ١/ ٤٧٦.
(٣) "الدرر الكامنة" ٢/ ١٠٣.
(٤) "نصيحة المشاور"، ص: ٤٦.
(٥) الحِشمة: الاستحياء. "الصحاح": حشم.