للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تقديمٌ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدِنا ونبِّينِا محمَّدٍ، وآلِه وصحبِه، وبعد؛

فتحقيقًا لأحدِ أهدافِ مركزِ بحوثِ ودراساتِ المدينةِ المنوَّرةِ، -وهو تحقيقُ تُراثِها المخطوطِ ونَشرِه،- قامَ المركزُ بتحقيقِ هذا السَّفْرِ الجليلِ، وهو: كتابُ "التُّحفَة اللَّطيفة في تاريخ المدينة الشريفة"، للإمامِ شمسِ الدِّينِ السَّخاويِّ.

وكانَ مِن الدَّوافعِ لاختيارِ هذا الكتابِ مِن التُّراثِ الذي يُؤرِّخُ للمدينةِ المنوَّرةِ اشتمالُه على ميزاتٍ عِدَّةٍ، منها: أنَّه مُتخصِّصٌ بالمدينةِ المنوَّرةِ تاريخًا وأعلامًا، يشغَلُ قِسمًا مِن مكتبةِ المدينةِ المنوَّرةِ التي بناها عددٌ مِن المؤلِّفينَ المسلمين منذُ القرنِ الهجريِّ الثَّاني.

ومنها: أنَّه شغلَ مساحةً زمنيةً طويلةً، تمتدُّ مِن مرحلةِ تأسيسِ يثربَ في زمنٍ قديمٍ لا نعلمُه إلى زمنِ المؤلِّفِ، بل إلى آخرِ سنةٍ مِن عُمرِه (شعبان ٩٠٢ هـ) حيثُ نجدُ تاريخًا لأعلامٍ، وأحداثٍ وقعتْ قُبيلَ وفاتِه بفترةٍ وجيزةٍ.

ومنها: هذا الجمعُ بين عِلْمَي التَّاريخِ والتَّراجمِ، والذي يُوطِّدُ الصِّلةَ بينَ الأحداثِ وصُنَّاعِها، فالتَّاريخُ عَرْضٌ للأحداث، وعِلمُ التَّراجمِ يُضيفُ إلى الأحداثِ تفصيلاتٍ من سيرِ صانعيها ما يُفسِّرُ الأحداثَ، ويُعمِّقُ فهمَنا لأسبابِها ونتائجِها القريبةِ والبعيدةِ.

<<  <  ج:
ص:  >  >>