للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقالَ: قد خَلَطَهُ بعضُهم (١) بالذي قبله، والصَّوابُ التَّفريقُ، انتهى. وكانَ كما سبقَ معاصِرًا لابن أبي ذئبٍ.

٣٨٦٤ - محمَّدُ بنُ كاملٍ الجسريُّ، الحَمَويُّ.

قالَ ابنُ فرحون: شيخٌ صالحٌ كبيرٌ، مؤذِّنٌ، جاورَ بالمدينةِ، وكانَ يقرأ فيها كلَّ يومٍ وليلةٍ من رمضان ختمةً، وتردَّدَ إلى الحرمين كثيرًا، وكانَ ينتسبُ في الطَّريقِ للشيخ أبي البيان (٢)، ويُعظِّمُهُ جدًا، ويُكثرُ مِن كلامِه ومواعظِه، وكانَ قد أكثرَ السِّياحَةَ بحيثُ قالَ لي: دخلتُ نحو مئتي مدينةٍ من إقليمِ مصرَ، والشَّامِ، واليَمَنِ، والحجازِ، وما فاتني إلا التَّزوُّج في كلِّ مدينةٍ، قالَه على وجهِ الممازحَةِ، ولي إحدى وأربعون (٣) سنة، ما استكملتُ ببلدي سنةً، ولم تكن أمِّي تمنعُنِي من السَّفَرِ، بل تقول: استودعتُكَ الله الذي لا تضيعُ ودائِعُهُ، ومنَّ الله عليَّ بحضورِ موتها، فواليتُها، ودفنتُها، وقد قرأ عليَّ شيئًا من القرآنِ، بل كنتُ أقرأ عليه الميقاتَ لبراعتِهِ فيه، ومعرفته بحسابِهِ، ودقائِقِهِ، وفي آخر حجَّةٍ حجَّها حصلَ له ضَعْفٌ، فارتحل إلى بلدِةَ حماةَ، فماتَ بها عند أهلِه، رحمه الله.


(١) الذي خلطهما هو ابن حبَّان، كما ذكره الحافظ ابن حجر في "التهذيب".
(٢) نبا بنُ محمَّدِ بنِ محفوظٍ، يعرفُ بابنِ الحورانيِّ، أبو البيان، من مشايخِ الزُّهد، اشتغل بالعلم والزُّهد، وصحبة الصالحين، كان كبيرَ الشأن، بعيد الصِّيت، توفي بدمشق سنة ٥٥١ هـ. "الوافي" ٣/ ٢٩، و"شذرات الذهب" ٤/ ١٦٠.
(٣) في الأصل: وأربعين. وهو خطأ.