للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بلادِ المغرِبِ، فأقامَ بها إلى نحو سنةِ خمسَ عشرةَ وثمانِ مِئَةٍ، ورجعَ بأهلِهِ، فجاورَ بِمَكَّةَ سبعَ سنينَ، ثُمَّ انتقلَ إلى القاهرةِ، فانقطعَ فيها بالمدرسةِ النِّظامِيَّةِ بالقرب من القلعَةِ، ثمَّ حَجَّ في سنةِ اثنتين وأربعينَ، واستمرَّ بِمَكَّةَ، حتى ماتَ في مُستهلِّ المحرَّمِ مِنَ التي تليها، ودُفنَ بالمَعلاةِ، وكانَ إمامًا، زاهدًا، وَرِعًا، ملازمًا، للانقطاعِ إلى الله من صِغَرِهِ إلى كبره، لا يتردَّدُ إلى أحدٍ، سِيما الخير عليه لائحةٌ، كريمًا، رَضِيًّا، مُتَضِلِّعًا مِن السُّنة، مُطَّلعًا على الخلافِ العالي والنازل، مُديمَ النَّظرِ في "التمهيدِ" لابنِ عبدِ البَرِّ، وله عليه "حواشٍ مفيدةٌ"، ومَعَ هذا كلِّهِ لم يكن يعرِفُ العربيَّةَ، وقد لَقِيَهُ صاحبُنا النَّجمُ ابنُ فهدٍ بالنظامية المشارِ إليها، وكتبَ عنه من نَظْمِهِ وترجَمَهُ (١).

٣٨٥٨ - محمَّدُ بنُ قاسمِ بنِ محمَّدِ بنِ مخلوفٍ الصِّقليُّ (٢).

قالَ شيخُنا في "الإنباء": نزيلُ الحرمين، كان خَيِّرًا، سمِعَ مِنَ الزَّيتاويِّ (٣)، وابنِ أُميلةَ، وغيرِهما، ولازمَ قراءَةَ الحديثِ بِمَكَّةَ، في شوالٍ سنةَ أربعٍ وتسعينَ وسبعِ مِئَةٍ، وذكرَهُ الفاسيُّ في مكةَ (٤)، و"ذيلِ سير النبلاءِ"، وسمَّى جَدَّهُ قاسمًا أيضًا، لا محمَّدًا، واستندَ في نَسَبِهِ لإملائه له عليه، وقالَ: الشريفُ أبو عبدِ الله


(١) "الدر الكمين بذيل العقد الثمين" ٢/ ٨٥.
(٢) "العقد الثمين" ٢/ ٢٥٧، و"إنباء الغمر" ٣/ ١٤٣، و"شذرات الذهب" ٦/ ٣٣٦.
(٣) إبراهيمُ بنُ عبد الله الزَّيتاويُّ، النابلسيُّ، له مشاركة بالحديث، توفي سنة ٧٧٢ هـ. "الوفيات" لابن رافع ٢/ ٣٧٦، و"ذيل التقييد" ١/ ٤٢٧، و "الدرر الكامنة" ١/ ٢٩.
(٤) "العقد الثمين" ٢/ ٢٥٧.