للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحجاز بالارتحالِ عن المدينة، فامتثل، ولم يُحدثْ بها شيئًا، فاستمرَّ إلى رمضانَ سنةَ ثلاثٍ وثمانين، فانفصلَ بقُسيْطِلِ بنِ زهير بنِ سليمانَ بنِ هبةَ (١)، وذلكَ أنَّه لمَّا قتلَ الزَّكويُّ ابنُ صالح القاضي في أواخرِ سنةِ اثنتين وثمانين بسببَ أخذِ دارِ الأشراف العباسيين (٢) لم يواجه ضغيمٌ أميرَ الحاجِّ المِصريِّ، فلمَّا كانَ في أثناءِ التي تليها وردَ الجماليُّ ابنُ بركاتٍ صاحبُ الحجازِ بعسكرٍ في طلبِه، فوجدَه بالبادية، فراسله في الحضور، فأبى، فتوجَّه الجماليُّ، وتركَ بالمدينةِ عسكرًا فيه السيِّدُ مجولُ بنُ صخرةَ الحسنيُّ، الينبعيُّ، والشريفُ قُسيطلٌ، وأقاربُه مِن آلِ جمَّازٍ، وكاتبَ المصريين بهذا، فرسمَ باستقرارِ قُسيطل، واستمرَّ ضُغيمٌ معزولًا، مقيمًا بالبادية، إلى أنِ انفصل قُسيطلٌ، ووُليَ حسنٌ، فكانَ يدخلُ المدينةَ لاتِّفاقِه معه، وكونِه قريبًا له، وبنو حسينٍ يرجعون لرأيهِ، ويستمدُّون بمشاورته معَ مزيدِ حذرِه، وكثرةِ تحيُّلِه بحيثُ إنَّه لم يكنْ يجتمعُ مع الشَّريفِ صاحبِ الحجازِ حينَ قدومِه للزِّيارةِ ولا في غيره، ولكن بلغني أنَّه اجتمعَ به الآنَ بالمسجدِ في سنةِ ثمانٍ وتسعين.

١٧٢٦ - ضَمْرةُ بنُ سعيدِ بنِ أبي حنّةَ -بالنُّون، وقيل: بالموحَّدة (٣) واسمُه: عَمروُ بنُ غُزَيَّةَ بنِ عمروِ بنِ عطيةَ بنِ خنساءَ بنِ مبذولِ بنِ غَنمِ بنِ مازنِ بنِ


(١) أمير المدينة سنة ٨٨٣ هـ. ينظر: "تاريخ أمراء المدينة" ٣١٥.
(٢) في المخطوطة: العباسا.
(٣) أي: الباء.