[٤٠٣٣] مُحمَّدٌ أبُو عبد الله العُصَيَّاتيُّ
قَال ابنُ فرحون (١): إنَّه كانَ بِرِباطِ مراغةَ الموقوفِ على الفُقراءِ المجرَّدِينَ، من الصَّالحينَ المجاهِدينَ المجتَهدينَ الجَامِعينَ بين العِلمِ والعَملِ، وكَانت إحدى رِجلَيهِ قصيرَةً مخلُوعَةً مُذَبذَبَةً لا يَتَحَمَّلُ على الأخْرى إلا بِعَصَاتَينِ، وكانت لهُ أحوالٌ عجيبةٌ ومكاشَفَاتٌ صحيحةٌ، بحيث أَلِفَهُ الخُدَّامُ واعتَقَدُوهُ وقامُوا بِحَقِّهِ لمَّا عَلِمُوا مكانَتَهُ، وكَانَ أعظَمَهُم لهُ مُوالاةً وخِدمَةً الطَّواشِيُّ شمسُ الدِّينِ شَفِيعٌ. وقد قالَ لي صاحبُ التَّرجمةِ يومًا: رأيتُ العِزَّ يوسف الزَّرَنديَّ الآتي (٤٦٨٤) في النَّومِ، وكانَ قد تُوُفِّي بطريقِ العِرَاقِ بعدَ الإقامَةِ الطَّويلَةِ في الحَرَمَينِ، فقالَ لي: سَلِّم عَلَى أولادِي وقُلْ لهم: قد حُمِلتُ إليكُم ودُفِنتُ بالبَقِيعِ عندَ قُبَّةِ العَبَّاسِ، فإذا أرادُوا زِيارَتي فَلْيَقِفُوا هناكَ ويُسَلِّمُوا عَلَيَّ ويدعُو لي. وتبِعهُ المجدُ في بعضِ هذَا بعبَارتهِ الرشيقةِ، وإشَارتهِ الأنَيقةِ.
[٤٠٣٤] مُحَمدٌ شمَّسُ الدِّينِ الجوامِعِيُّ
المؤَذِّنُ بجَامعِ الطواشيِّ كافورٍ الهنديِّ الناصِريِّ، جاورَ بالحَرمينِ على خَيرٍ وعبَادةٍ وتكرَّر تردُّدُه إليهِمَا، وكانَ حَسَنَ الصَّوتِ في أذانهِ وإنشَادِهِ، يُطرِبُ سامِعَه خصُوصًا حينَ الأسحارِ بالمنَارةِ التي عندِ رأسِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وإنشادِه بعض الأشعارِ الربَّانيةِ، ثُمَّ رجعَ إلى بلدهِ فمَاتَ بها. ذَكرهُ ابنُ صَالحٍ.
(١) "نصيحة المشاور" ص: ١٣٣.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute