للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقَال أيضًا: إنَّهُ لمَّا اهتَّمَ الجماعةُ بعمارةِ البِئرَينِ بذيِ الحُليفةِ، كان ممَّن يتَولى الحفرَ بنفسهِ، فوقَع عليهِ وهُو في البئرِ حَجَرٌ فشَجَّ رأسَهُ وأيقنُوا بوفاتهِ، فنزَلُوا بهِ على أعوادٍ كالمَيِّتِ وتركُوه في بيتهِ وما ظنُّوا أنَّه يعيشُ فسلَّمهُ الله بِحُسنِ نيتهِ وعاشَ إلى أن تُوفِّي سنةَ إحدى وأربعينَ وسبعَ مئةٍ (١).

وقالَ ابنُ صالحٍ: الشيخُ محمَّدٌ الخرَّازُ، كان يُقرئُ القرآنَ بالحرمِ الشَّريفِ، وانتفعَ به جماعةٌ، وتزوَّجَ ابنةَ الشيخِ عليٍّ الحجار وأولدَها، وماتَ مُسافرًا إلى الشَّامِ، فيحتملُ أن يكونَ أبا عبد الله، والظاهرُ أنَّه غيرُه.

[٤٠٣٢] محمَّدٌ، أبو عبد الله السَّلاوِيُّ (٢)

أخُو عليٍّ، قَال ابنُ فرحون (٣): كانَا على قَدَمٍ عظيمٍ في العِفَّةِ والدِّيانةِ والانقطاعِ عن النَّاسِ، ولهُما عَقِبٌ صالحٌ، وكانَ صاحبُ التَّرجمةِ كثيرَ الدِّيانةِ والصَّلاحِ، مُشتَغِلًا بالخياطةِ، مُتقنِّعًا بما يفتحُ الله عليهِ فيهَا، وقَال ابنُ صالحٍ: إنَّه هاجرَ إلى الحَرمَينِ فسكنَ المدينةَ برباطِ دُكّالةَ في حياةِ العزِّ الواسطيِّ وأقرأَ الأبناءَ، وكان سليمَ الصَّدرِ بعيدًا من الشَرِّ دَيِّنًا مُحِبًّا في الصَّالحينَ، ثم انتقلَ إلى مكةَ فجاورَ بها أيضًا على خَيرٍ وبهَا تُوفِّي.


(١) "نصيحة المشاور" ص: ١١٤.
(٢) "نصيحة المشاور" ص: ٢٠٢، "الدر الكمين" ١/ ٤٢٤، "الضوء اللامع" ١٠/ ١٢٢.
(٣) "نصيحة المشاور" ص: ١٨١.