للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣١٧٨ - عيسى بنُ عبدِ الله، الملقَّبُ بطوَيْسٍ المغنِّي (١).

كانَ مِن المبرِّزينَ في الغناءِ، طوَّلَ صاحبُ "الأغاني" (٢) ترجمته.

وهو الذي يُضرَبُ به المثَلُ في الشُّؤمِ، فيقالُ: أشأمُ مِن طُوَيسٍ؛ لأنَّه وُلدَ في يومِ قُبضَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وفُطِمَ في يومِ ماتَ أبو بكرٍ، وخُتِنَ في يومِ قتلِ عمرَ، وبلغَ الحُلُمَ في ذلك اليوم، وتزوَّجَ في يومِ قَتْلِ عثمانَ، ووُلِدَ له في يومِ قَتْلِ عليٍّ، وهذا مِن عجائبِ الاتَّفاقياتِ، فلذا تشاءموا به.

ماتَ سنةَ اثنتين وستين مِن الهجرةِ بالسُّوَيْداء (٣) على مرحلتين مِن المدينةِ، وكانَ انتقلَ إليها مِن المدينةِ.

٣١٧٩ - عيسى بنُ عبدِ الله الكُرديُّ.

قالَ ابنُ السَّمعانيِّ (٤): كانَ يَسكنُ الموصلَ، مِن أهلِ التَّجريدِ والتَّوكُّلِ (٥)، له في قطعِ الباديةِ والمقامِ بمكةَ أحوالٌ ومقاماتٌ، كثيرُ المجاهداتِ، والصَّبرِ على الشدائدِ، ومقاساةِ الجوعِ، وإخفاءِ ذلكَ مِن نفسِه، وسرِّ حالِه.

وكانَ لأهلِ الموصلِ فيه زائدُ الاعتقادِ، معَ عدمِ مخالطتِه لهم، وكانَ أكثرُ مُقامِه بالحجازِ، ووردَ بغدادَ غيرَ مرَّةٍ.


(١) "وفيات الأعيان" ٣/ ٥٠٦، و "سير أعلام النبلاء" ٤/ ٣٦٤.
(٢) "الأغاني" ٢/ ١٧٠.
(٣) السُّوَيْداء: موضع على ليلتين من المدينة على طريق الشام، "معجم البلدان" ٣/ ٢٨٦.
(٤) لم أجده في "التحبير في المعجم الكبير"، ولا في "الأنساب"، للسمعاني.
(٥) هذا خلاف الشرع، فالإنسان يأخذ بالأسباب، ويتوكل على الله تعالى.