للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا أيُّها الخلفاءُ حُبُّكمُ لنا … دِينٌ، وعَقْدُ وَلائِكمْ مُسْتَحْصَدُ

إنِّي لأرجوكمْ لِنَفْعِ عاجلٍ … ولآجلٍ يومَ القيامة يُسْعِدُ (١)

فعليكمُ منِّي السَّلامُ ورحمةٌ … ما اهتَزَّ غصنٌ ناعِمٌ يَتَأَوَّدُ

٢٨٧٠ - عليُّ بنُ مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ مُحمَّدٍ، النُّورُ أبو الحسنِ ابنُ الشَّيخِ ناصرِ الدِّين أبي الفَرجِ ابنِ الجمالِ، الكَازَرُونيُّ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ (٢).

أخو عبدِ السَّلام الماضي، وذاكَ أكبرُ.

وُلدَ في سنةِ خمسٍ وستين وثماني مئة، أو التي قبلَها، ونشأَ فحفظَ القرآنَ وكُتُبًا، واشتغلَ عند السيِّدِ السَّمهوديِّ، والشَّمس البُلبِيسيِّ وغيرِهما، وسمعَ على أبي الفَرجِ المراغيِّ، وغيرِه. ولازمَني في المجاورةِ الأولى بطيبةَ في إسماعِ أشياءَ درايةً وروايةً، بل قرأَ عليَّ "المقاصدَ الحسنة" مِن نسخةٍ كتبَها بخطِّه، وكذا كتبَه لغيرِه، وممَّا سمعَه مني: "القولُ البديع"، وعليَّ: "مسندُ الشَّافعيِّ"، وهو يَقِظٌ متمَيِّزٌ، حَسَنُ التقييد، جيِّدُ الكتابة، مع تُؤَدَةٍ وعَقْلٍ.

وصفتُهُ في إجازةٍ -بعدَ أنْ قلتُ: إنّي جمعتُ له ما سمعه منِّي وعَلَيَّ، وقرأه بالقلم، وشفعتُ ما ضبطَه من نفسِه لذلك ليصيرَ به كالعَلَم- بالشَّيخِ الفاضلِ الكامل،


(١) إن حبَّ الصحابة ولا سيما الخلفاءَ الأربعةَ رضي الله عنهم جميعًا دينٌ وقربةٌ إلى الله عز وجل، كما أن التوسل إلى الله بحبهم في جلب المنافع الدنيوية ورجاء السعادة الأخروية مشروعٌ لكونه توسلًا بالأعمال الصالحة.
(٢) "الضوء اللامع" ٦/ ٨.