للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعادَ مع الحاجِّ، وكادَ أمرُه في أيَّامِ الأَمْشَاطي (١) أن يتمَّ في القضاءِ حينَ صُرِفَ البدرُ (٢)، ثمَّ تحدَّثَ في قضاءِ الحرمين عقِبَ السيِّدِ المحيوي عبدِ القادرِ الفاسيِّ، فوليَه في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ تسعٍ وتسعين، ووصلَ لمكَّةَ معَ الحاجِّ الأوَّلِ، وأقامَ بها، وكان يتردَّدُ في أثناءِ السَّنةِ إلى المدينة.

[أقول (٣): وكانتْ مدَّةُ إقامتِه بهما ثلاثَ سنين، ولما ماتَ القاضي بدرُ الدِّينِ السَّعديُّ بمصرَ، في ذي القَعدةِ سنةَ اثنتين وتسعِ مئةٍ طلبَه النَّاصرُ لقضاءِ القاهرةِ، فعادَ لها بحرًا في السَّنةِ ببدئِها، ووليَ قضاءَها مدَّةَ أربع عشرة سنة لم يُعزلْ فيها إلا نحو الشَّهرين، بالقاضي بهاءِ الدِّين ابنِ قُدامةَ، وصارَ عينَ الحنابلةِ، وإليه مرجعُهم، ثمَّ ماتَ شهيدًا بالطعن في يومِ الأربعاءِ، سابعِ صفرَ سنةَ تسعَ عشرةَ وتسعِ مئةٍ، وصُلِّي عليه بالأزهرِ، رحمَه الله].

٢١٢ - أحمدُ بنُ عليِّ بنِ عَقيلِ بنِ راجحِ بنِ مهنَّا، العلَّامةُ السَّيِّدُ، علمُ الدِّينِ، العَقيليّ، الشّشتريّ، المدَنيُّ (٤).

سمعَ السِّراجَ عمرَ القزوينيَّ (٥)، وحدَّثَ عنه بكازَرُون (٦)، في سنةِ خمسٍ وستين


(١) محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ حسنٍ، الشَّمسُ، الأمشاطيُّ، القاضي، توفي سنة ٨٨٥ هـ. "الضوء" ٦/ ٣٠١.
(٢) في الأصل: جبره يرف البلد. بدل: حين صرف البدر. وهو تحريف، والمثبت من "الضوء" (٢/ ١١، وهو الصواب.
(٣) من الزيادات التي كتبت بعد وفاة المؤلف، ولعلها من الناسخ.
(٤) انظر ترجمته في: "الدرر الكامنة" ١/ ٢١٨.
(٥) سراجُ الدِّين، عمرُ بنُ عليِّ بنِ عمرَ، القزوينيُّ، الحافظُ الكبيرُ، محدِّث العراق، صنَّف التصانيف، وله "معجم شيوخ" حافل أجاد فيه، توفي سنة ٧٥٠ هـ. ينظر: "الدرر الكامنة" ٣/ ١٨٠.
(٦) كازرون بتقديم الزاي وآخره نون: مدينةٌ بفارس بين البحر وشيراز. "معجم البلدان" ٤/ ٤٢٩.