للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وسمع مني جُلَّ "القول البديع" (١)، والمسلسل، و "حديثَ زهير"، واليسير من الكتب الستة، و "الموطأ"، و "مسند الشافعي"، و "الطحاوي"، وعليَّ دون النِّصفِ من "البخاري"، وكتبتُ له كرَّاسةً وصفتُه فيها بالمولى الفاضلِ، النَّفيسِ الكامل، زَينُ أقرانِه، وعينُ إحسانِه، حبيبُ العلماءِ والصَّالحين، ونسيبُ الخدَمَة لمقام (٢) سيِّدِ المرسلين، بل الفريدُ عن أكثرِهم بجميلِ الأوصاف، والرَّشيدُ في سيرته عند ذوي الإنصاف، أعزَّه اللهُ تعالى بعزِّ الطَّاعة، وأحرزَه باقتفاءِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعة، وأعانَه على القيامِ بهذه الخدمةِ الشَّريفة، وزانَه بالأخلاقِ المرضيَّة المُنيفة.

ولمَّا قدمتُ المدينةَ في جُمادى الثانيةِ سنةَ ثمانٍ وتسعين قيل لي: إنَّه باليمنِ مِن سنين نحوِ أربعةٍ، يرسلُه شيخُهم لاستخلاصِ ما هو مُرصَدٌ للمدينةِ مِن المزارعِ هناك، مع تكرُّرِ قدومِه في أيَّامِ الحجِّ لجُدَّةَ، ثمَّ مَكَّةَ، ولا بأسَ به.

١٠٥٣ - خبَّابُ بنُ الأرَتِّ -بمثنَّاةٍ مِن فوقُ- بنِ جَندلةَ بنِ سعدِ بنِ خُزيمةَ بنِ كعبِ بنِ سعدِ بنِ زيدِ بنِ تميمٍ، أبو عبدِ الله، أو أبو يحيى، أو أبو محمَّدٍ التَّميميُّ، وقيل: الخُزاعيُّ، وقيل: الزُّهريُّ (٣).

أحدُ السَّابقين إلى الإسلام، وممَّن عظُمَ عذابُه فيه، وصبرَ، وكانَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يألفُه ويأتيه، ويقول (٤): "اللَّهمَّ انصرْ خبَّابا". قال ابنُ عبدِ البَرِّ (٥): كانَ فاضلًا مِن


(١) "القول البديع في الصلاة على الشفيع" للمؤلف، مطبوع.
(٢) ملحقة في الهامش.
(٣) "أسد الغابة" ١/ ٥٩١، و "الإصابة" ١/ ٤١٦.
(٤) "أسد الغابة" ١/ ٥٩٢.
(٥) "الاستيعاب" ١/ ٤٢٣.