للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للتِّجارةِ، وحصَّلَ قليلًا مِن الدُّنيا، ثمَّ ذهبَ منه، واستمرَّ على تقلُّلِه حتَّى ماتَ في أواخرِ سنةَ عشرين وثمان مئةٍ بيزدَ (١) مِن بلادِ العجم في مسلخ الحمَّام. ومِن نظمِه، ممَّا كتبَه عنه شيخُنا الشِّهابُ الشُّوائطي، قصيدةٌ طويلةٌ أوَّلهُا (٢):

دعِ التَّشاغُلَ بالغِزلانِ والغَزَلِ … يكفيكَ ما ضاعَ مِن أيَّاِمكَ الأُوَلِ

ضيَّعتَ عُمرَك، لا دُنيا ظَفِرْتَ بها … وكنتَ عن صالحِ الأعمالِ في شُغُلِ

تركتَ طُرْقَ الهدى كالشَّمسِ واضحةً … وجملتَ عنها لمُعوَجٍّ من السُّبُلِ

١٠٨١ - خليلُ بنُ هارونَ بنِ مَهديِّ بنِ عيسى بنِ محمَّدٍ، أبو الخيرِ الصَّنهاجيُّ، الجزائريُّ، المغربيُّ، المالكيُّ (٣).

نزيلُ مَكَّةَ، ممن ترجمتُه في التِّاسعة (٤)، اشتغلَ في بلادِ المغربِ بالعربيةِ وغيرِها، ولقِيَ هناكَ جماعةً مِن العلماءِ والصَّالحين، وحفظَ عنهم وعمَّن لقِيَه بديارِ مصرَ والشَّامِ والحجازِ أخبارًا حسنةً من حكاياتِ الصَّالحين، وانقطعَ بمَكَّةَ نحوَ عشرين سنةً، وتزوَّجَ بها زينبَ ابنةَ اليافعي (٥)، وقرأ بمَكَّةَ كثيرًا على ابن صدِّيق، والزَّينِ المراغي، والقاضي عليٍّ النُّويريِّ، والشَّريفِ عبدِ الرَّحمنِ الفَاسيِّ (٦)، وأبي اليُمن


(١) قال ياقوت: يزدُ: مدينةٌ متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان."معجم البلدان" ٥/ ٤٣٥. قلتُ: هي حاليًا في إيران.
(٢) الأبيات في "العقد الثمين" ٤/ ٣٣٣، وذكر تتمة القصيدة.
(٣) "لحظ الألحاظ"، ص:٢٨٩، و "المجمع المؤسس" ٣/ ١٠٩، و "الضوء اللامع" ٣/ ٢٠٥.
(٤) يريد المئة التاسعة، وذلك في كتابه "الضوء اللامع".
(٥) زينبُ بنتُ عبدِ الله بنِ أسعدِ اليافعيِّ، لها مشاركةٌ في الحديث، مولدها سنة ٧٦٨، ووفاتها بمَكَّةَ سنة ٨٤٦ هـ. "الضوء اللامع" ١٢/ ٤٣.
(٦) عبدُ الرَّحمن بنُ محمَّدٍ الفاسيُّ، المكيُّ، شيخُ المالكية بمَكَّةَ، انتهت إليه الفتوى بها، مولده سنة ٧٤١،=