للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأبلى فيهما بلاءً حسنا، وبالغَ في الذَّبِّ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بحيثُ رمى بنفسِه دونَه حين غُشيَ عليه حتَّى اُرْتُثَّ (١)، فحُمِلَ وبه رَمقٌ إلَى المدينةِ، فماتَ بعدَ يومٍ وليلةٍ إلَّا أنَّه لم يأكل، ولم يشربْ، فأمرَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنْ يُردَّ إلى أُحُدٍ، فدُفِنَ هناكَ في ثيابِه، ولم يُغسَّلْ ولم يُصلَّ عليه، وله أربعٌ وثلاثون.

والقولُ بأنَّ اسمَه عثمانُ، وشمّاسٌ لقبُه قالَه ابنُ إسحاقَ، وأمَّا ابنُ هشامٍ (٢) فقال: شماسُ بنُ عثمانَ، وقالَه الزُّبيرُ بنُ بكَّارٍ، ونسبَه إلى ابنِ هشامٍ وغيرِه.

١٦٣٤ - شَمْعُون.

وقيل: إنَّه بالمهملةِ أوَّله (٣)، وقيل: بإعجامِ ثالثته أيضا. قالَ ابنُ يونسَ (٤): وهو أصحُّ عندي، ابنُ زيدِ بنِ خُنافَةَ (٥)، أبو رَيحانة الأَزديُّ، حليفُ الأنصار، ويقال له: مولى رسول الله (٦) -صلى الله عليه وسلم-.

له صحبةٌ، وشهدَ فتحَ دمشقَ، وكانَ يُرابطُ بعسقلانَ، ويقال: إنَّه والدُ رَيحانةَ سُرِّيَّةِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وقيل: اسمُه عبدُ الله بنُ النَّضرِ، والأوَّلُ أصحُّ، وهو حليفُ حضرموت، وقالَ ابنُ عبدِ البر (٧): كانَ من بني قريظة. انتهى.


(١) اُرتُثَّ: حُمل من المعركة رثيثًا، أي: جريحا. " القاموس ": رثث.
(٢) "السيرة النبوية " ١/ ٣٣٩، و ٢/ ٣٧٨، ٧٢٤.
(٣) أي: سمعون.
(٤) "تاريخ ابن يونس" ١/ ٢٣٩.
(٥) في المخطوطة: حذافة، وهو خطأ.
(٦) "الإصابة" ٢/ ١٥٦، و "تهذيب الكمال" ١٢/ ٥٦١.
(٧) "الاستيعاب" ٢/ ٢٦٨.