للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نائبُ دمشقَ، ويُعرفُ بنائبِ بعلبَّكَ، صارَ بعدَ أستاذِه للمؤيَّد (١)، ثُمَّ عملَ بعده خاصكيا (٢)، إلى أن أَمَّرَهُ الظاهرُ جَقْمقُ عشرةً (٣)، وصارَ مِن رؤوس النُّوَب، ثُمَّ أرسلَ به إلى المدينةِ النَّبويةِ لإقماعِ المفسدين بها، فأقامَ بها سنين، وفعلَ بها الفِعالَ الحسنةَ، وأظهرَ هناك ما هو مقرَّرٌ مِن شجاعتِه، ثُمَّ عادَ إلى مصرَ، ثُمَّ أرسل باش الترك بمكة، ثُمَّ عاد إلى مصر، وزِيدَ في إقطاعِه، ثُمَّ ولّاَهُ الأشرفُ إينال (٤) نيابةَ إسكندرية، واستمرَّ إلى أنْ ماتَ سنةَ خمسٍ وستين وثمان مئة، عن نحوِ الثَّمانين، وكانَ نادرةً في أبناءِ جنسِه، جمعَ بينَ الشَّجاعةِ والتَّواضعِ، والكَرَمِ والدِّيانةِ.

٦٨٦ - جانُ بلاطٍ الشُّجاعيُّ، شاهينُ الجماليُّ (٥).

باشرَ نيابةً عن مولاه: مشيخةَ الخُدَّامِ، والنَّظر، وغيرَهما ممَّا هو معه، وحُمِدَ في مباشرتِه لعقلِه وعِفَّتِه وتدينِه، وفي أثناءِ سنةِ ثمانٍ وتسعين زوَّجَه بابنته من


(١) الملك المؤيد، أبو النصر، المحمودي الظاهري، توفي سنة ٨٢٤ هـ. ترجمته: "الضوء اللامع" ٣/ ٣٠٨.
(٢) نوعٌ من المماليك السلطانية يختارهم السلطان من المماليك الأجلاب، ويجعلهم في حرسه الخاص، وسمُّوا بهذ الاسم؛ لأنَّهم يحضرون على السلطان في أوقات خلواته وفراغه. "معجم الألفاظ التا ريخية"، ص: ٦٦.
(٣) أمير عشرة: وهي رتبة في الجيش المملوكي، ونصيب كل منهم في الحرب إمرة عشرة فرسان ومن هذه الطبقة يعين صغار الولاة. انظر: "معجم الألفاظ التاريخية"، ص ٢٢.
(٤) إينال العلائي الأشرف سيف الدين أبو النصر، توفي سنة ٨٦٥ هـ. "الضوء اللامع" ٢/ ٣٢٨.
(٥) "عصر سلاطين المماليك" ١/ ٥٧، وترجمته فيه طويلة، وسماه: الأشرف جان بلاط بن يزبك، وذكر أنه ولي سلطنة مصر سنة ٩٠٥ هـ، حتى سنة ٩٠٦ هـ وفيها مات مخنوقًا في سجن الإسكندرية، وولي بعده السلطنة طومان باي.