للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومِن طريقِ عثمانَ بنِ زيادٍ الأشجعيِّ أنَّ مَعقلًا كانَ حاملَ لواءِ قومِه يومَ الفتحِ، وبقيَ إلى أنْ بعثَه الوليدُ بنُ عتبةَ ببيعةِ أهلِ المدينةِ ليزيدَ بنِ معاويةَ، فلقيَ مسلمَ بنَ عقبةَ المُرِّيَّ (١)، فآنسَه وحادثَه، فقالَ له: إنِّي قدمتُ على هذا الرَّجلِ، فوجدتُه يشربُ الخمرَ، وينكحُ الحرامَ، فلم يدعْ شيئًا حتَّى قالَ فيه، ثمَّ قالَ لمسلمٍ: اكتمْ عليَّ. قالَ: أفعلُ، لكنْ عليَّ عهدُ الله وميثاقُه لا تمكني يداي ولي عليك قدرةٌ إلا ضربتُ الذي فيه عيناك، فلمَّا قدمَ مسلمٌ في وقعةِ الحَرَّةِ أُتيَ به، فضرب عُنقه صبرًا.

وفي ذلكَ يقولُ الشَّاعرُ (٢):

ألا تِلكمُ الأنصارُ تبكي سَراتَها … وأشجعُ تبكي مَعْقِلَ بنَ سنانِ

[٤٢٠٤] مَعْقِلُ بنُ أبي الهيثمِ، حليفُ بني أسدٍ (٣)

صحابيٌّ، ذكرَه مسلمٌ (٤) في الطَّبقةِ الأوَّلى مِن المَدنيّين، وهو في "الإصابة" (٥) قالَ: معقلُ بنُ أبي معقلٍ، ويقالُ: ابنُ أمِّ معقلٍ، وهو مَعقلُ ابنُ الهيثمِ، ويقالُ: ابنُ أبي الهيثمِ الأسديُّ، مِن حلفائِهم.


(١) في المخطوطة: "المزني"، وهو تحريفٌ، وقد تقدَّم مرارًا.
(٢) البيت في "الإصابة" ٣/ ٤٤٦.
(٣) "أسد الغابة" ٤/ ٤٥٦، وانظر: "تصحيفات المحدثين"، ص: ٨٩٦، و"النكت الظراف" ٨/ ٤٥٩.
(٤) "الطبقات" ١/ ١٥٨ (١٥٧).
(٥) "الإصابة" ٣/ ٤٤٧.