للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عُمَر (١)، وقال العوَّامُ بنُ حَوشب (٢): ما أُشَبِّههُ إلا بنبيٍّ أقام في قومه ستِّين عاماً يدعوهمْ إلى الله عزَّ وجلّ. وعن مَطَرٍ الورَّاقِ (٣) قال: كأنما كانَ في الآخرة، فهو يخبر عمَّا عاين ورأىَ.

وقال بكرٌ المزنيُّ (٤): مَن سرِّه أنْ ينظرَ إلى أفقِهِ مَن رأينا فلينظر إليه، ووُصِفَ بأنَّه كانَ أحسنَ النَّاسِ وجهاً، وكان ذا عِمامةٍ سوداءَ، مرخِية منْ ورائِهِ، وعليهِ طَيْلَسان (٥)، كأنَّما يجري فيه الماءُ، وخميصةٍ (٦) كأنَّها خَزٌّ (٧)، ويُصفِّرُ لحيتِهِ في كُلِّ جُمُعةٍ، ولا يحلقَ رأسَهُ إلا كلَّ عامٍ يومَ النَّحْرِ، ولم يحجَّ سوى مَرَّتين. وقال الحسنُ: ما سُلِّط الحَجَّاجُ إلا عقوبةً، فلا تعترضُوا عقوبَةَ اللهِ بِالسيفِ، ولكنْ عليكُم بالسَّكينةِ والتَّضَرُّع. وترجمتُهُ تحتمل مجلداً فأكثرَ، ماتَ في ليلةِ الجمعةِ من رجبٍ سنةَ عشرٍ ومئةٍ، فَصُلِّيَ عليهِ بعدَ الجمعةِ، وازدحموا عليهِ حتَّى إنَّ صلاة العصرِ لم تُقَم في جامعِ البصرةِ، وكان [الذي] غسَّله أيوبُ السَّختيانيُّ، وحُميدٌ الطويل، وصلَّى عليه النَّضرُ بنُ عمرو المقرئ. رحمه الله، ونفعنا به.

٨٦٠ - الحسنُ بنُ حسينِ بنِ عليِّ بنِ رُستمَ الشِّيرازيُّ، السَّقَّا.


(١) " تهذيب الكمال" ٦/ ١٠٤: عن أبي قتادة قال: الزموا هذا الشيخ، فما رأيتُ أحداً أشبهَ رأياً بعمر بن الخطاب منه.
(٢) العوَّامُ بنُ حوشبَ الشيبانيُّ الواسطيُّ، ثقةٌ، ثبتٌ". مات سنة ١٤٨ هـ. "الثقات" ٦/ ١٤٨.
(٣) مطَرُ بنُ طَهْمانَ الورَّاقُ، سكن البصرة، صدوقٌ، كثير الخطأ. "الجرح والتعديل" ٨/ ٢٨٧.
(٤) بكرُ بنُ عبدِ الله المزنيُّ، ثقةٌ، ثَبْتٌ جليلٌ، مات سنة ١٠٦ هـ. "الجرح والتعديل" ٢/ ٣٨٨.
(٥) الطيلسان: ضربٌ من الأكسية. "لسان العرب": طلس.
(٦) الخميصةُ: كساءٌ أسود مربَّعٌ له عَلَمان فإن لم يكن مُعلَّما فليس بخميصة. المصدر السابق: خمص.
(٧) الخزُّ: ثيابٌ تُنسجُ من الصُّوف والحرير (الإبريسم). "لسان العرب": خزز.