للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٤٧٤٩] أَبو البَرَكَاتِ، وَيكنى أَبا الجودِ أَيضًا وَلَكِنَّهُ بالأُولَى أَشْهَرُ وَيُسَمَّى إِسماعيلَ ومحمدًا أيضًا بنُ عبدِ الرزًّاقِ بنِ مُوسَى المَجْدُ الصُوفيُّ الشَافِعيُّ الكَاتِبُ المُقرئُ

وَيُعرَفُ قَدِيمًا بِابنِ كَاتبِ قَاعةِ الذَّهبِ، ثُمَّ بِالانتِمَاءِ لبَنِي الجيعانِ. نَزِيلُ الحَرَمَيْنِ وَمَنْ جَاوَرَ بهما كَثِيرًا، بل حَجَّ بِضْعًا وَعِشرينَ مَرَّةً، وكَانَتْ مُجَاوَرَتُهُ بِالمَدِينَةِ أَزيدَ مِنْ ثَمانِ مِرَارٍ، كُلُّ مَرَّةٍ مِنْهَا سَنَةٌ حَتَى مَاتَ بِهَا، وَأَخَذَ عَنِ الشِّهَابِ المحلِّي خَطيبِ جَامعِ ابنِ مَيَّالةَ مِمَّنْ لَازَمَ ابنَ حَسَّانٍ في الفِقْهِ وَالعَرَبِيَّةِ وَالأَصْلَيْنِ رَفِيقًا للبُلبِيسِيِّ الأَزهريِّ، وَالسُّهَيليِّ، وَالمَنْهَليِّ، وَعَلَيٍّ المُنُوفيِّ، وَزَين العَابدينَ وَغَيرِهم، وَانْتَفَعَ بهِ، وَكَذَا قَرَأَ عَلَى الكَمَالِ إِمَامِ الكَامِلِيَّةِ فِي الأُصُولِ، وَجَوَّدَ القُرآنَ حَتَى إِنَّهُ حَضَرَ بِالمَدِينَةِ عِنْدَ الشِّهَابِ الأُبْشِيطيِّ، وَسَمِعَ مِنِّي وَعَلَيَّ أشياءَ، وتميَّزَ وبرَعَ في الدَّيونَةِ، وكتبَ في عِدَّةِ جهاتٍ بعنايةِ المُشارِ إليهم، بل زوَّجَهُ سعدُ الدِّينِ إبراهيمُ أحدُ رؤُوسهم حَظِيَّةً له وكان يُثني عليها، وماتَت بعدَ دهرٍ معه بالمدينةِ فدفَنَها بالبقيعِ وبنى على قبرِها حاجزًا، ونزل في صوفِيَّةِ سعيدِ السُّعداءِ وغيرِها من الجهاتِ ولَزِمَ التَّقَشُّفَ، وكان في العبادةِ وإدامةِ التِّلاوَةِ والمَيلِ للأصواتِ اللَّيِّنَةِ والرَّغبَةِ في الإحسانِ لمن يعلَمُ تقلُّلَهُ سِرًّا وفي إبكارٍ أشياءُ، وكنتُ أستأنِسُ به، وطوَّلتُ ترجمته في "الضَّوءِ اللامِعِ" (١)، مات بالمدينةِ النبويَّةِ في شعبانَ سنةَ سبعٍ وتسعينَ بعد تعلُّلٍ طويلٍ، ودُفِنَ بالبقيعِ عند زوجَتِه، رحمه الله وإيانا.


(١) "الضوء اللامع" ١١/ ٥.