للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانَ خيِّرًا ديِّنًا، له إقبالٌ على الخيرِ والعبادَةِ، وعِنايةٌ بالعلمِ، ذا مَعْرفةٍ حَسَنَةٍ بالفِقْهِ والعربيَّةِ وغيرِهما، مع نظمٍ حَسَنٍ، وحِفْظٍ جَيِّدٍ، استقرَّ عِوضَهُ ولدُهُ المُحِبُّ في الرِّئاسَةِ، بل نابَ عنه فيها وفيما كان متولِّيَهِ من القَضَاءِ، والخَطَابَةِ والإمَامَةِ.

وقد ذَكَرَهُ شيخُنا في "إنبائه" (١) باخْتِصَارٍ، وقالَ: كان بَيِدَهِ نَظَرُ مَكَّةَ، ثُمَّ نَازَعَ صهرَهُ شيخَنا الزَّينَ المراغيَّ في قضاءِ المدينةِ، وذكر شيئًا مما تَقَدَّمَ، وأنَّهُ مَاتَ عن إحدى وستينَ بعدَ أنْ أرَّخَ مولدَه سنةَ ستٍّ وأربعينَ، وكلاهما سَهْوٌ، فالصوابُ ما تَقَدَّمَ، وذكره الفاسيُّ في مَكَّةَ (٢).

٣٧٠٠ - محمَّدٌ الشَّمسُ، أبو عبدِ الله، وأبو الهدى المطريُّ (٣).

أخو عليٍّ الماضي، والذي قبلَه. وُلِدَ -كما قرأتُهُ بِخَطِّ أخيهِ نَقْلًا عَن أبيهِما- في صَبيحَةِ يومِ الأحدِ عاشرِ رَجَبٍ سنة اثنتينِ وسِتِّينَ وسبعِ مِئَةٍ، وسَمِعَ بالمدينةِ مِنَ العِزِّ ابنِ جماعةَ "جزءَهُ الكبيرَ" الذي خرَّجَهُ لِنَفْسِهِ، ومِنَ البَدْرِ إبراهيمَ ابنِ الخَشَّابِ "الصحيحَ" وغيرَهُ، وعلى الزَّيْنِ العِرَاقيِّ في سنة تسعٍ وثمانينَ بِقَرَاءَةِ أخيهِ "جزء قصِّ الشاربِ" لَهُ، ولهُ اشتغالٌ بالعِلْمِ ونَبَاهَةٌ، وكانَ يُؤَذِّنُ بالحرَمِ النَّبويِّ في مِئذَنَةِ الرياسَةِ كأبيهِ وجَدِّهِ، ودَخَلَ دِيارَ مِصرَ والشَّامَ واليَمَنَ، وماتَ


(١) "إنباء الغمر" ٦/ ١٢٨.
(٢) "العقد الثمين" ٢/ ١٠٥.
(٣) "الضوء اللامع" ٧/ ٣٠٠.