ممَّن قدِمَها وهو يتكسَّبُ، فسلكَ طريقةَ رِفاقه ابنِ بقسماطةَ ونحوِهِ في التِّجارةِ بالينبعِ، وسيَّرَ الجلابِ في البحرِ، ونحو ذلك.
وسمعَ بها في سنةِ سبعٍ وثلاثِينَ على الجمالِ الكَازَرُونيِّ، وتزوَّجَ برحمةَ ابنةِ عبدِ القادِرِ، فولدَتْ لهُ محمَّدًا في سنةِ أربعِينَ تقريبًا، وتُوُفِّيَ أبوهُ سنةَ خمسِين بعدَ أن عُدِيَ على ما كان بِيدِهِ، ونشأَ ابنُهُ على طريقةِ أبيهِ في التَّكسُّبِ بِدُرْبَةٍ، فأثرَى.
وقيلَ: إنَّهُ اشتغلَ في "المختارِ" للحنفية، بل حَفِظَه، وعرضَهُ على القاضِي سعيدٍ، وحضرَ عندَهُ، وسمِعَ الحدِيثَ على أبي الفرجِ العثمانيِّ، المراغيِّ، ثُمَّ ولدِهِ.
وتزوَّجَ خديجةَ ابنةَ عمرَ بنِ حسنِ بنِ محمَّدٍ الدُّخّيِّ، وأولدَها عِدَّةً: أكبرُهم محمدٌ زوجُ أمِّ الحسينِ ابنةِ عطيةَ بنِ فهدٍ، تزوَّجَها بعدَ نزيلِ الكرامِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ، وله منها أيضًا أولادٌ، تأخَّرَ منهم: أبو السُّعودِ، وإبراهيمُ.