للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن النَّجمِ ابنِ الرِّفعةِ (١)، ماتَ بالمدينةِ، ودُفِنَ بالبقيعِ، وأثكلَ ولدًا، قرأَ جُلَّ "التَّنبيه" وغيره، وخلَّفَ ولدين، ماتَ أحدُهما بمكَّةَ، والآخرُ بمصرَ في الطَّاعونِ بعدَ الخمسين، وماتت أمُّهما بعدَهما بالمدينة، ودُفنتْ بالبقيعِ أيضًا إلى رحمةِ الله تعالى.

٣٢٩ - أحمدُ، الشَّيخُ الإمامُ الشِّهابُ الصَّنعانيُّ، اليَمنيُّ، ثمَّ الدِّمشقيُّ، الشَّافعيُّ (٢).

قال ابن فرحون (٣): كانَ ممَّن صحبتُه في الله، وهو الفقيهُ الفاضلُ، المتفنِّنُ المتعبِّدُ، كانَ جلُّ عمرِه بدمشقَ، ثمَّ قدِمَ المدينةَ (٤) فقطنَها وتأهَّلَ، ووُلِدَ له في آخرِ عمرِه ابنةً، وكانَ كثيرَ الصِّيامِ، لا تكادُ تراه مُفطرًا، مُلازمًا للمسجدِ، وله تصانيفُ كثيرةٌ في الفقهِ واللُّغةِ، والعَروضِ وغيرها، ونابَ في الحكمِ عن القاضي سراجِ الدِّينِ الدَّمَنْهُوريِّ، ودرَّسَ الحديثَ في درسِ القلانسيِّ (٥)، قبلَ الجمالِ المطريِّ، صحبتُه طويلًا فلمْ أسمعْه يحلفُ بالله، وأخبرني أنَّه منذْ عقلَ عقلَه على ذلك، درلا رأيتُه يخرجُ مثلَ غيرِه لا عند حكومةٍ، ولا كلامٍ يسمعه في عِرضه، ولا يكادُ يعاتبُ أحدًا أَلبتةَ لِلِيْنِهِ، وحُسنِ خُلقِه، وكثرةِ خيرِه، مع أنَّه قد تسلَّطَ عليه بعضُ النَّاسِ واشتغلَ به، ولكنَّه لم يكنْ ينزعجُ لشيءٍ مِن ذلك، بل أمِنَ النَّاسُ من شرِّهِ وبأسِه، ماتَ سنةَ خمسٍ وثلاثين وسبعِ مئةٍ.


(١) أحمدُ بنُ محمَّدٍ، النَّجمُ، ابنُ الرِّفعة، شيخ الشَّافعية في زمانه، مصنِّف "شرح الوسيط"، و"شرح التنبيه"، توفي سنة ٧١٠ هـ. "العبر" ٤/ ٢٥، و"الدرر الكامنة" ١/ ٢٨٤.
(٢) "نصيحة المشاور" ١٦١، و"المغانم" ٣/ ١٢١١.
(٣) في "نصيحة المشاور" ١٦١.
(٤) في الأصل: القاهرة، والمثبت من "نصيحة المشاور"، هو الصواب.
(٥) محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدٍ، القلانسيُّ، المسند، توفي بمصر سنة ٧٦٥ هـ. "الدرر الكامنة" ٤/ ٢٣٥.
والقلانسي: نسبة إلى القلانس وعملها. انظر: "اللباب" ٣/ ٦٧.