للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ترجمَه شيخُنا في "درره" (١)، و"إنبائه" (٢) معًا، وماتَ بعدَ العشاءِ مِن ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ سنةَ خمسٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ النَّبويّة، ودُفنَ بالبقيعِ بجانبِ السَّيِّدِ إبراهيمَ ابنِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، رحمَه اللهُ وإيانا.

وقالَ ابنُ فَرحونٍ (٣): الشَّمسُ محمَّدُ بنُ أحمدَ الشُّشتريُّ، الماضي أبوه. صحبَ مع أبيه أبا بكرٍ الشِّيرازيَّ، وقامَا بخدمتِه، فاكتسبا مِن آدابه، وتخلَّقا بأخلاقِه، وكانَ على خيرٍ وعِفَّةٍ، وصلاحٍ، واشتغالٍ بالعلمِ وسماعِ الحديث، سافرَ وارتحل، وله بالمدينةِ آثارٌ حسنةٌ، ومعالمُ مُستحسنة، ومِن ذلكَ: رِباطٌ بالقربِ مِن المسجدِ الشَّريفِ، هو عشُّ الصَّالحين. نفعَ اللهُ به. انتهى، وأظنُّه هذا.

٣٤٢١ - محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ بنِ عمرَ، الشَّمسُ، أبو عبدِ اللهِ التُّونسيُّ، المالكيُّ، نزيلُ الحرمينِ، ويعرف بالوَانُّوغيِّ (٤).

وُلدَ في سنةِ تسعٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ بتونسَ، قيل: ظنًّا، ونشأَ بها، وسمعَ مِن مُسندِها أبي الحسنِ بنِ أبي العبَّاسِ البطرنيِّ (٥) خاتمةِ أصحابِ أبي جعفرِ ابنِ الزُّبيرِ، ومِن عالمِها أبي عبدِ اللهِ ابنِ عرفةَ، وعنه أخذَ الفقهَ، والتَّفسيرَ، والأصلينِ، والمنطقِ، بل سمعَ


(١) "الدرر الكامنة" ٣/ ٣٣٨.
(٢) "إنباء الغمر" ٢/ ١٥٠.
(٣) "نصيحة المشاور" ص ١١٢.
(٤) الوانُّوغي: بتشديد النون المضمومة وسكون الواو بعدها معجمة. "الضوء اللامع" ٧/ ٣.
(٥) "المعجم المؤسس" ٢/ ٥٧٧.