للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان يحفَظُ كثيرًا من "الرَّافعيِّ"، وإشكالاتٍ عليهِ وأسئلةٍ حسنةٍ، ويُقرِئُ في الفقهِ إقراءًا حسنًا، وكذَا "المختصر"، وله يدٌ في النَّظمِ والنَّثرِ والأدَبِ، ومع ذلكَ كلِّهِ فكانَ بحثُهُ أقوَى مِن تقرِيرِهِ، معَ الاقتصادِ في ملبَسِهِ وغيرهِ، وشرفِ النَّفْسِ، وحُسنِ المحاضَرةِ، ويُطلقُ لسانَهُ في جماعةٍ مِن الكبارِ، ويُنسِب لنُصرةِ مقالةِ ابنِ العربيِّ (١) ويتمحَّلُ لها تأويلاتٍ، فإذَا حوقِقَ في أمرِهِ تبرَّأَ مِن تلكَ المقالاتِ، والله أعلمُ بغيبهِ.

واتفقَ أنَّهُ حَجَّ، فلمَّا انتهَى من الحجِّ والزِّيارةِ ماتَ في وَادِي بنِي سالمٍ (٢)، وذلكَ في آخرِ ذِي الحِجَّةِ سنةَ تسعٍ وعشرِينَ وثمانِي مئةٍ، فحُملَ إلى المدينةِ، ودُفِنَ بالبقيعِ، وقد شاخَ، وغُبطَ على ذلكَ.

قالَ شيخُنا (٣): وقد لقِيتُهُ قديمًا بدمشقَ، وسمعتُ مِن فوائِدِهِ. رحمهُ الله.

٢٨٣٨ - عليُّ ابنُ الزَّينِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حسينٍ، المدَنيُّ، الشَّافعيُّ. (٤)

أخو إبراهيمَ الماضِي لأبِيهِ، ويُعرفُ بالقطَّانِ، وهو أفضلُ بنِي أبيهِ، وأكبرُهم محمَّدٌ، ثُمَّ صاحبُ التَّرجمةِ، ثُمَّ البرهانُ، ثُمَّ صلاحُ الدِّينِ ماتَ مُراهقًا، وأنجَبَ محمَّدٌ أولادًا مِنهُم: عبدُ الله والدُ الزَّينِ عبدِ الرَّحمنِ، أبي الشَّمسِ مُحمَّدٍ.


(١) محمَّدُ بنُ عليٍّ، محيي الدِّين، أبو بكر الحاتميُّ، الطائيُّ، الأندلسيُّ، الفيلسوفُ المتصوِّفُ، صاحب التصانيف. مات بدمشق سنة ٦٣٨ هـ. "الشذرات" ٥/ ١٩٠.
(٢) وادي بني سالم: هو الوادي الذي بَفَجِّ الرَّوْحاء، بين مكة والمدينة. "المغانم المطابة" ٣/ ١١٣٨.
(٣) "إنباء الغمر" ٨/ ١١٥.
(٤) "الضوء اللامع" ٥/ ٢٣٥.